أصبح إضراب أساتذة الجامعة اللبنانية قريبا من دخول شهره الاول، فبعد أن انطلق كتحذير للوزراء من المسّ بحقوق الجامعة اللبنانيّة بالموازنة العامة، أصبح اضرابا مفتوحا مع تحول جلسات درس الموازنة الى جلسات يُعرف كيف بدأت ولا يُعرف كيف ستنتهي. الجديد اليوم هو تحرك المجالس الطلابيّة، فالى أين تتجه الامور؟.
"الغاية الأساس من الحراك هي الدفاع عن الجامعة الوطنيّة وحماية استقلاليتها، بالإضافة إلى رفض تخفيض موازنتها والمساس برواتب الاساتذة والمعاش التقاعدي والتقديمات الاجتماعية والغاء صندوق التعاضد" هكذا يعبر الأساتذة عن إضرابهم، فهم لا يثقون بدولة وعدتهم سابقا ببنود كثيرة ولم تتحقق، بالتالي كان لا بدّ من الاضراب للوصول الى الحقوق.
اذا هي مسألة حقوق، وليست فقط خوفا من تعدّيات عليها، كذلك هي مسألة تتخطّى حقوق أساتذة لتطال حق الجامعة اللبنانية بالتطور والصمود والبقاء، وبالنسبة لرئيس رابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية يوسف ضاهر، فإنّ المشكلة تكون كبيرة جدا بحال صدق كلام المسؤولين بأنهم لا يعرفون السبب الحقيقي خلف إضرابنا.
ويضيف ضاهر في حديث لـ"النشرة": "لقد حقّق الاضراب الكثير، فرغم نفي المسؤولين الدائم، الا أن الموازنة في بداية درسها كانت تضم بنودا تقضم رواتبنا وتعويضاتنا وكلها أُلغيت، الا أن ذلك لا يعني أنه لا يزال هناك المزيد من البنود التي تتعرض لحقوقنا، وبالتالي فنحن لن نفكّ الإضراب قبل صدور الموازنة ودراسة أرقامها والتأكّد من خلوّها من أيّ ضرر للجامعة اللبنانيّة، خصوصا ما تمّ اقتراحه بشأن زيادة عدد سنوات التعليم الى 25 بدل 20 ليصبح التعويض مستحقًّا للأستاذ".
250 مليون دولار أميركي ميزانيّة الجامعة اللبنانية بأكملها، يُدفع حوالي 80 بالمئة منها كرواتب وتعويضات، بينما يذهب حوالي 18 بالمئة منها بدل إيجار، لذلك يطالب ضاهر أن تدعم الدولة بناء مجمّعات جامعيّة في جبيل والجنوب وزحلة، بدل اهتمامها بكيفية تقليص ميزانيّة الجامعة اللبنانيّة لأهداف معروفة.
"وحّد الإضراب الجسم التعليمي في الجامعة اللبنانية، وأعاد إطلاق الحركة الطلابية"، يقول ضاهر، مشيرا الى أنه من الجيد أن يتحرك الطلاب علّ هذه الحركة تعود الى زمنها الذهبي في الستينات والسبعينات، لافتا النظر الى أن هذا الأمر أكثر من مطلوب لانهم يعلمون بأن جامعتهم مهمّشة، وهم يريدون أبنية حديثة، ومختبرات متطورة، ومساعدات اجتماعيّة للفقراء منهم، ويريدون، وهذا الأهم، أن يكون لهم من يمثّلهم في مجلس الجامعة، الامر الذي ينص عليه القانون".
يكشف ضاهر أن العام الدراسي لن يضيع حتى ولو اضطرّ الأمر أن ينال الاساتذة عطلة صيفيّة، مشيرا الى أنه يرفض رفضا قاطعا تكثيف الدروس أو فرض خلال 10 ايام على الطالب ما كان يحتاج الى شهر لأجل شرحه. ويضيف: "لا مانع من أن نضحّي، ولكن مصلحة الطالب تبقى اولويّة، تماما كما هي مصلحة الاساتذة والجامعة اللبنانيّة ككل".
رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب ضدّ الاضراب منذ اليوم الأول، يقول مصدر طلاّبي عبر "النشرة"، مشيرا الى أن الطلاب يقفون الى جانب اساتذتهم وجامعتهم ولكنهم أيضا يريدون تأمين عامهم الدراسي، خصوصا أننا على مشارف تقديم طلبات استكمال التحصيل في جامعات خارجيّة. ويضيف: "إن التأخير قد لا يضر بشكل ملموس غالبية الطلاب، الا أنه سينهي حلم البعض بالسفر، ما يعني أنّ الامر لا يجوز أن يستمر على ما هو عليه".
"لم يُتخذ قرار التحرك على الارض بعد"، يقول المصدر الطلابي، مشيرا الى أنّ الساعات المقبلة ستكون حاسمة، مشدّدا على أن أيّ تنظيم سياسي لن يكون لوحده في الشارع بحال اتخذ قرار التحرك.
لا شك ان الجامعة اللبنانيّة تعاني من تقصير الدولة، ولكن ماذا عن مستقبل 81 ألف طالب؟!.