"رمضان غير" شعار أطلقه النادي الحسيني في النبطية على شهر رمضان الذي بدأت أيامه تتراجع، حيث يفصلنا عن عيد الفطر السعيد عشرة أيام، والنبطية التي تتميّز عن غيرها بالزينة الرمضانيّة التي تضفي نوعاً من الحبور والبهجة خلال الليل والنهار، تبدي ارتياحها للأوضاع الأمنيّة هذا الشهر، فتراها تعجّ بالمواطنين، خلال الليل وبعد الافطار، للترويح عن أنفسهم من تعب نهار طويل من الصيام في ظل مناخ متقلّب.
ويلفت المسؤول الاعلامي للنادي الحسيني في النبطية مهدي صادق، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن إختيار شعار "رمضان غير" يعود للأوضاع الاقتصاديّة الصعبة التي يرزح تحتها المواطنون، حيث تم إعداد خطة للمساعدة اجتماعياً، من خلال توزيع وجبات معدّة للطهو على 73 اسرة يومياً في النبطية ومنطقتها، بالإضافة إلى توزيع "البونات" على الأطفال المحتاجين في اطار مشروع كسوة العيد لشراء الثياب من المحلات التجاريّة، كما هناك "عربة رمضون"، وهي شخصية كرتونية تجول على الأحياء في المدينة وتوزّع الهدايا على الأطفال لادخال البهجة والفرحة إلى نفوسهم، ومسابقة دينيّة يومياً عبر المواقع الالكترونية من خلال أسئلة دينيّة، ومن يربح يحضر إلى النادي الحسيني ليتسلم جائزته، فضلاً عن ذلك هناك أدعية وتواشيح دينية وتلاوة للقرآن في كل ليلة في النادي الحسيني، باشراف وحضور إمام المدينة الشيخ عبد الحسين صادق.
ويبدي الحسيني ارتياحه للأوضاع الأمنيّة هذا العام، في ظل إنتشار القوى الامنية والعسكرية في المدينة، في حين أن الخوف، الذي كان يسود في السنوات الماضية، من الجماعات الارهابيّة "انتهى إلى غير رجعة بفعل دور جيشنا وقوانا الأمنية، حيث باتت تلك الجماعات خارج الحدود اللبنانية".
من جانبه، يشير رئيس جمعية تجار محافظة النبطية جهاد فايز جابر، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن "الأوضاع الاقتصاديّة في النبطيّة، كما في غيرها من المناطق، صعبة للغاية"، ويؤكد أنه "لاجل ذلك افتتحت الجمعية باشراف الشيخ صادق شهر التسوّق والترفيه لانعاش السوق التجاري، واتفقنا مع التجار على فتح محلاتهم حتى الفجر"، ويضيف: "للعام الثاني على التوالي أقمنا مدينة ملاهٍ كبرى على الـ"بيدر"، لاسعاد الطفولة، كما أن هناك سيارة وجوائز سيجري السحب عليهم في ثالث أيام العيد، من خلال قسائم يحصل عليها المواطن عبر شرائه من المحلات التجارية في النبطيّة".
ويوضح جابر أن "هدفنا من اطلاق شهر التسوّق هو اطلاق العجلة الاقتصاديّة، بعدما قام التجار بتخفيضات على السلع والبضائع وصلت إلى 50 بالمئة، وهم متجاوبون بسبب الأزمة الاقتصادية الّتي تطال الجميع".
بدوره، يلفت رئيس نقابة تجار الخضار والفواكه في النبطية جهاد الدقدوق إلى أن "التجار ملتزمون تعليمات النقابة بالتسعير بالليرة اللبنانية، كما تبلغنا من وزارة الاقتصاد، ونحن لا نبيع بالدولار على الاطلاق"، ويشير إلى أن "الأسعار جيدة وطبيعية وتتناسب مع جيب المواطن، حيث أن صحن الفتوش لا يرتفع سعره عن 5000 ليرة ويكفي لـ5 اشخاص"، ويؤكد أننا "لم نتبلغ أي شكوى من المواطنين".
ويشير محمد بدر الدين إلى أن "الأجواء المسيطرة في المدينة روحيّة، وبعد الافطار نشارك في الأمسيات القرآنية في النادي الحسيني حتى السحور"، في حين تلفت زينب جابر إلى أن "العيد يأتي ونكون قد قبضنا الرواتب، وهو ما يخفف من الضغط الاقتصادي"، بينما توضح مريم مروة أننا "نحرص صبيحة العيد على زيارة المدافن في عادة وتقليد يتزامن مع الأعياد، ونضع الورد على الأضرحة وهي سُنّة عن الاباء والاجداد".