أكّد رئيس أساقفة بيروت وليّ الحكمة المطران بولس مطر "أننا نريد وطننا مستقلاً له سيادته الكاملة وفي الداخل وطن شراكة حقيقية وطن محبّة. أضافت الحكمة أمراً أساسيّاً على الميثاق الوطني في حياتنا، الميثاق الوطني ربما كان قد بني على أساس مناصفة أو معادلة أو توازن. الحكمة قالت لا توازن فقط مع المسلمين والمسيحيين بل محبّة ووحدة"، مشيرًا إلى أن "جامعة الحكمة ليست مدرسة عاديّة، هي مدرسة من أجل وطن، والمؤسس قال إنّي أريدها لخير الأنصار الشرقيّة لكل الشرق. وكان يأتينا طلّاب من سوريا والأردن وسواها لينالوا العلم والوطنيّة من هذا المعين الصافي"، كاشفًا أنها "بنيت زمن العثمانيين للتحرر من العثماني ولبناء أوطان جديدة قي الشرق على أسس من المواطنة والمساواة بين الجميع".
وأوضح مطر، خلال رعايته احتفال قدامى الحكمة بيروت بيوبيل مئة سنة على تأسيس جامعتهم "جامعة قدامى الحكمة"، أن "المطران يوسف الدبس أراد للحكمة أن تفتح مدرسة للحقوق، المدرسة الأولى للحقوق في لبنان هي الحكمة. لماذا؟ لأنه يريد أن يعي اللبنانيون حقّهم بالسيادة. حقوقهم كبشر، حقوق الانسان في هذا الشرق المظلم آنذاك والمتخلّف، فبرزت الحكمة، جامعة المسلمين والمسيحيين في وطنية واحدة وكان هذا التحدّي الأكبر. هل يمكن لمسلمين ومسيحيين أن يبنوا معاً أوطاناً مشتركة؟ أم لا؟"، لافتًا إلى أن ""في مدرسة الحكمة تمّ التلاقي بين اللبنانيين على أساس استقلال وطنهم لا شرق ولا غرب وكان الميثاق الوطني الذي تعرفونه. مدرستهم عاصرت لبنان وأنتم فيها خميرة هذا الوطن. المرحلة الثالثة بعد الطائف".
وركّز على أن "هذا الحجر الذي رذله البناؤون واسمه لبنان، صار اليوم رأساً للزاوية في كل الشرق أما أن يكون الشرق على صورة لبنان فيحيا وأما أن يكون الشرق على غير صورة لبنان فيموت ونريد له أن يحيا".