أكد السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه أن "الوضع الإقليمي مدعاة للقلق حيث تتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران والعديد من دول المنطقة في قبضة العنف. هذه المخاوف يجب ألا تقود اللبنانيين إلى الإنغلاق إن قوة اللبنانيين، في زمن العولمة، هي انفتاحهم على العالم والآخر".
وخلال اطلاق كتاب "زمن سمير فرنجية...سيرة " بقلم محمد حسين شمس الدين، اعتبر فوشيه أن "الراحل سمير فرنجية شخصية اساسية تركت بصماتها في الحياة السياسية اللبنانية الحالية. كان رجل ثوابت وقناعات مؤمنا بأفكاره وكان والده حميد فرنجية الوزير والنائب احد صانعي استقلال لبنان كما ان عمه سليمان فرنجيه كان رئيسا للبنان، وهو قام بخياراته السياسية باكرا وكان مناصرا لقيم الحوار والسلام والإنفتاح على الآخرين، ومال نحو اليسار السياسي وانخرط شابا في منظمة العمل الشيوعي في لبنان واصبح رفيقا لكمال جنبلاط في الحركة الوطنية. تأثر كثيرا بالحرب الأهلية وكان مدافعا شرسا عن العيش المشترك. وهذا النضال من اجل العيش معا المناقض لفكرة التعايش التي كانت سائدة حينها قام به فرنجيه في كل حياته. انه رجل سلام بذل كل طاقته من اجل انجاح المصالحة بين اللبنانيين بعد الحرب وهو تمتع بدعم البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير للسير بهذا النضال واحيي هنا هذا البطريرك الكبير الذي فقدناه والذي عرف مع سمير فرنجية تجسيد فكرة لبنان التسامح والإنفتاح الفخور بتنوعه".
ولفت الى أن "تعلقه ببلده جعله المدافع بحماسة عنه ولهذا فهو عارض بقوة الوصاية السورية التي فرضت على لبنان بعد اتفاق الطائف الذي ساهم بوضعه، وهو من بادر الى اطلاق نداء قرنة شهوان الذي جمع شخصيات مسيحية ارادت معه استعادة لبنان حريته وسيادته"، مشيراً الى أنه "عمل على اللبنانيين "تحديد مشروع للحياة المشتركة" في قلب المشروع الوطني. في عام 2004 ، صدر نداء بيروت الذي أطلقه محمد حسين شمس الدين، سعود المولى وفارس سويد، والذي كتب فيه: "نحن اللبنانيون من جميع الديانات، جميع المناطق، نعتقد أن هذا التغيير أصبح ممكنا الآن لأننا قررنا الاعتماد على أنفسنا، لأن ما يربطنا هو أكثر مما يفرقنا ،و أن احترام القانون هو ما يجعلنا متساوين، ونعتقد انه يمكننا العيش معا على قدم المساواة".
وأكد أنه "أدى ربيع بيروت الذي حصل بعد اغتيال البغيض لرئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري الى رحيل القوات السورية من لبنان"، مشيراً الى أنه "اذا طلب مني أيضا التحدث الليلة، فذلك لأنني سفير لبلد عرفه سمير واحبه. كان لديه تعلق خاص ببلدنا وكتب في كثير من الأحيان في لغتنا. قبل وفاته مباشرة، قلده سلفي وسام جوقة الشرف من رتبة كومندور".