اشار رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر في كلمة له خلال مؤتمر صحافي بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، للإعلان عن رسالة البابا فرنسيس لليوم العالميّ الثالث والخمسين لوسائل الإعلام إلى ان "عمر هذا التَّقليد الَّتي شاءته الكنيسة بلغ ثلاثة وخمسين عامًا إلى اليوم. وقد اتَّخذ الباباوات المتعاقبون على الكرسيِّ الرَّسوليِّ لزامًا عليهم بأن يوجِّهوا في مثل هذا اليوم من كلِّ عام رسالة إلى المؤمنين الكاثوليك ومن ثمَّ إلى العالم كلِّه وبخاصَّةٍ إلى المُنْضَوِين تحت لواء الإعلام، يطلبون فيها نشر الحقيقة وتنوير الناس من أجل المواقف الَّتي يقفون والقرارات الَّتي يتَّخذون".
ولفت مطر الى اننا "نطرح على ضمائركم وعلى الضَّمير العالميِّ بأسره هذا السؤال: هل تحوَّل النَّاس فعلاً في العالم إلى أعضاء متضامنين في جسد واحد كما يريده رسول الأمم وكما يدعو إليه باسم معلِّمه يسوع المسيح؟ أمْ نحن في حالٍ مُشَرْذمَةٍ رهيبة حيث العداوة تتَّخذ لها ساحات ولا أوسع، وحيث عدم التَّفاهم هو سيِّد الموقف بين شعوب كثيرة وحيث انقطاع الحوار بين مَن يفترض فيهم أن يلتقوا على الخير يؤدِّي بهم إلى بعثرة الصُّفوف وخسارة فرص التَّعاون لما فيه مصلحة الجميع؟"، مشيرا الى اننا "نقف أمام مفارقة رهيبة يجب أن نفكَّ لغزها وأن نجد حلاًّ للمشاكل الكثيرة الَّتي تسبِّبها بين النَّاس. والمفارقة هي في ما تَرَوْنَ بأمِّ العين وفيما تعجبون لحدوثه وعلى غير توقُّع. فالعالم بات على مقدرة من معرفة كلِّ شيء، والاطِّلاع على كلِّ ما يجري من أحداث مهما كانت ساحاتها بعيدة. لكنَّ هذا التَّواصل الصَّحفيَّ الَّذي لا سابقة له في تاريخ البشر، لم يُقرِّب النَّاس بعضهم من بعض، ولا هو حوَّلهم إلى أخوة متضامنين؛ ولم يُوحِّد جهودهم حكمًا من أجل قيام إنسانيَّة أفضل في علاقاتها وفي تصرُّفاتها"، مضيفا:"لأجل ذلك يدعو البابا في رسالته اليوم إلى القيام برحلة علينا جميعًا أن نسير فيها فننتقل من شرذمة تُسبِّبها الشَّبكات الإلكترونيَّة نحو الوحدة الَّتي نقيمها بالتَّفاهم والمحبَّة في الجماعة البشريَّة
من جهته اشار ممثل وزير الإعلام المستشار اندريه قصاص إلى ان "ما أستوقفني في رسالة البابا إشارته إلى أن الإنترنت، على رغم أنه يمثل إمكانية مميّزة للحصول على المعرفة، ظهر كأحد الأماكن الأكثر عرضة للتضليل والتشويه الواعي والمتعمِّد للوقائع والعلاقات الشخصيّة التي غالبًا ما تأخذ شكلاً من أشكال النيل من المصداقيّة، وفي هذه الإشارة ما يجعلنا نتوقف عند الكمّ الهائل من المعلومات والأخبار المغلوطة التي يتمّ تداولها عبر مواقع التواصل الإجتماعي وهي لا تستند إلى وقائع حسيّة وإلى دلائل موثوقة وموثقة، وهذا ما لا يفعله الإعلاميون المحترفون، الذين يدّققون في كل معلومة والتأكد من صحتها قبل نشرها".
بدوره أكد نقيب المحررين جوزف قصيفي ان "رسالة البابا تركز على محورية الإنسان، لأنه هو الغاية والهدف، وعلى صورة الله ومثاله. وإن أي مقاربة لا تأخذ هذا الأمر في هذا الاعتبار تجعل الإعلام متفلتاً من الضوابط الأخلاقية الناظمة للمجتمع"، مشيرا إلى أن "وسائط التواصل الإجتماعي يجب أن تستهدي قيم الأديان السماويّة وما يرتب عليها من سلوكيات، والسيد المسيح كان الإعلامي الأول عندما قال "ليضىء نوركم للناس، ولا يوقد سراج ويوضع تحت مكيال. تعرفون الحق والحق يحرركم.".