تمنّى الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية ألفرد رياشي أن "لا يدفع لبنان ثمن الصراع بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران. هذا البلد الّذي عانى من مشاكل وحروب على مدى سنوات، لا أعتقد أنّه يتحمّل أكثر"، معربًا عن أمله أن "تصل الأمور إلى تسويات، وأنّ في حال حصول مواجهة، ألّا تكون منطلِقة من الأرض اللبنانية".
وركّز في حديث تلفزيوني، على أنّ "حزب الله" مكوّن لبناني، وحان الوقت أن يعود إلى وجدانه اللبناني، وأحد أسباب تسلّح "الحزب" هو قلّة ثقته بالدولة المركزية"، مبيّنًا أنّ "التركيبة الفدرالية تحترم خصوصيّات "حزب الله" وخصوصيّات الآخرين. في هذه التركيبة، ترتاح كلّ المكوّنات". وذكر أنّ "40 بالمئة من دول العالم، نظامها فدرالي".
وعن مصلحة المسيحيين في النظام الفدرالي، أوضح رياشي أنّ "الّذين يتعرّضون لهجمات، يتمكّنون من المحافظة على وجودهم وكرامتهم"، مشدّدًا على أنّ "لبنان مبني على ميثاق، وإذا "فرط" هذا الميثاق، فمعناه أنّنا قريبون من الدخول في مشكلة أو حرب، ستأخذنا إلى تقسيم. نحن شعب تعدّدي مؤلّف من مكوّنات". ورأى أنّه "إذا لم تُعط هذه المكوّنات الحرية المطلوبة، فسيبقى عنصر التصادم موجودًا، وسنبقى نعاني من خراب وتهجير".
ولفت إلى أنّ "بحسب الدولة اللبنانية، "حزب الله" مصنّف كتنظيم إرهابي"، شارحًا أنّ "مجلس النواب أصدر القانون رقم 44/2015 الّذي يعترف بتوصيات منظمة "الغافي" الّتي اعتبرت "الحزب" منظمة إرهابية. كما أنّ حاكم "مصرف لبنان" أصدر تعميمًا حمل الرقم 137/2016، ألزم من خلاله المصارف بتطبيق القانون الأميركي "هيفبا" الّذي يعتبر "حزب الله" منظمة إرهابية؛ أي حكمًا الدولة تعتبر أنّ الحزب منظمة إرهابية".
وأعلن أنّ "برأينا، الحزب هو نتيجة المشكلة، ومدعو وهو قوي الآن، إلى الدخول في تسوية شاملة تحترمه وتحترم غيره"، منوّهًا إلى أنّه "حتّى لو أنّ هناك خلافًا جوهريًّا لرؤيتنا للبنان، لكنّ "حزب الله" جماعة لديها إخلاص لقضيّتها، ورؤية تتعارض مع الميثاق وطبيعة التعددية في البلد، لكنّه يعمل بشكل محترف واستراتيجي".
كما شدّد رياشي على أنّ "نظامنا البالي، يدفعنا إلى التقاتل على السياسة الخارجية والدفاعية. ونظامنا يساهم في زيادة الفساد، فكلّ زعيم طائفة يسعى إلى تحصيل حقوق طائفته وإلى أن يبقى زعيمًا، فيدخل في منظومة الفساد". وأفاد بأنّ "كثرًا يربطون الطائفية بالفساد، وهذا الأمر خاطئ، فالفساد ممكن أن يكون موجودًا في نظام ملكي، ديني، وغيره". وفسّر أنّ "الحياد الإيجابي، لا يعني أنّ نتفرّج على المعتدي، بل أن لا ندخل في محاور".
إلى ذلك، أوضح أنّ "جامعة الدول العربية" كان لها رمزية معيّنة، وهدف معيّن لكنّه فشل، والأفضل حلّها وأن ينسحب لبنان منها"، سائلًا: "شو جايينا منها؟". يأتينا منها ضرر أكثر من الفائدة". وأكّد أنّ "التوطين مرفوض لأنّه يضرّ بالصيغة اللبنانية".