لفت البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة القاها خلال ترأسه الذبيحة الالهية في في كنيسة مار شربل في بوخارست في رومانيا الى أننا "نصلي مع البابا فرنسيس من أجل من أجل تحقيق نواياه بشأن رومانيا العزيزة وشعبها وكنيستها ونلتمس من الله ان يحقق امنياته هو الداعي للسلام في العالم، هو الداعي للأخوة الإنسانية الشاملة".
وأشار الراعي الى أن "السماء هي حالة الله الحاضر في الكون كله متخطين كل مكان وزمان، لكننا نحتاج نحن الى تعابير حسية تتلاءم مع حواسنا، نقول السماء فوق والجحيم تحت وفي كلتا الحالتين اكانت السماء ام كان الجحيم فهما حالتان. الحالة الأولى هي الحياة مع الله والقديسين الأبرار، حالة السعادة حالة المشاهدة السعيدة. أما جهنم فهي حالة الوجع والالم الذي وصفه الرب يسوع بعذابات النار"، مضيفا: "صعد الى السماء هذا لا يعني أنه ترك أرضنا إنه باق معنا، يسوع التاريخي ببشريته الممجدة بعد القيامة دخل في عالم الله لكنه اصبح المسيح الايماني، المسيح الكلي الذي هو الكنيسة، في سرها وشركتها ورسالتها هو حاضر لأنه رأس الجماعة، هو حاضر مع كل إنسان على وجه الأرض رفيق دربه يهديه الى الله وإلى خلاصه، حاضر بكلامه حاضر بذبيحة القداس التي تقدم وفيها تتجدد الآن، وهنا ذبيحة الفداء عن الجنس البشري، حاضر في وليمة جسده ودمه، حاضر في كل جماعة تلتئم لتصلي، حاضر بألوهيته مع الإنسان"، مؤكدا أنه "لم يغادر أرضنا بصعوده أي بدخوله في عالم الله كما انه لم يغادر اتحاده بالله عبر السماء عندما أتى إلينا متجسدا أي لم يغادر ألوهيته فهو إله منذ الأزل وبشر منذ ألفي سنة".
واضاف: "البعد الثاني الجلوس عن يمين الآب، هذا تعبير للقول أنه أقيم ملك الملوك وسيد السادة له ملء السلطان على كل انسان وعلى كل كون"، معتبرا أن "هذا السلطان سلمه لرعاة الكنيسة لكي باسمه وبشخصه وبروحه الأساقفة ومعاونوهم الكهنة، يمارسون سلطان المحبة والحقيقة والخدمة"، مشددا على أن "سلطان مثلث الرسالة وهو الكرازة في الإنجيل وتوزيع نعمة الأسرار الشافية وبناء الجماعة المؤمنة على أساس الحقيقية والمحبة"، ومضيفا: "البعد الثالث، انطلقوا واكرزوا في العالم كله، منذ الفي سنة ونحن نحمل هذه البشرى السعيدة لكل انسان، وهي أن للإنسان قيمة، للشخص البشري قيمة، لأنه مصنوع على صورة الله، مفتدى بدم المسيح، وهو معد ليكون هيكل الروح القدس، هذه هي الكرازة عن قيمة الانسان وكرامته وقدسية الشخص البشري".
واشار الى أننا "نشعر اليوم كم أن العالم يفتقد لهذا الإدراك والوعي اذ كلنا نرى كيف أن الشخص البشري يفقد كرامته وقدسيته، يقتل، يستباح، يصبح سلعة، ليس هذا هو الانسان"، معتبرا أن "هذه هي البشرى الانجيلية التي تحملها الكنيسة منذ الفي سنة بالسلطان الإلهي إذ قال الرب لتلاميذه لقد اعطيتكم كل سلطان في السماء والأرض، كما ارسلني أبي أرسلكم أنا أيضا، اذهبوا إلى العالم كله احملوا هذه البشارة لكل انسان"، ومشددا على أن "البعد الرابع والأخير، الرب كان يعضضهم بالآيات التي يصنعوها وتحقيق كلماتهم. هذه الابعاد الاربعة تشكل صميم حياتنا المسيحية بخاصة والانسانية بعامة، وهكذا حيثما نحن".
وفي ختام العظة توجه الى الجالية الرومانية بالقول: "انتم هنا تسهمون اسهاما كبيرا في نمو هذه الدولة التي فتحت أمامكم مجالات تحقيق ذواتكم، تسهمون في انمائها الاقتصادي والصناعي والزراعي والتجاري وسواها، لكنكم مدعوون الى ان تسهموا في بناء المجتمع على القيم الاخلاقية، الانجيلية والانسانية، وهكذا تعيشون الرسالة التي سلمنا إياها الرب يسوع"، مشيرا الى أننا "كلنا نحمل هذه الرسالة ايا كان عرقنا وديننا وثقافتنا فنحن كمسيحيون نحملها بمسؤولية المعمودية ومسؤولية الدرجة المقدسة الأسقفية والكهنوت، هذه هي قيمة الإنسان كل انسان انه شريك الله في رسالة خلاص الجنس البشري. لهذه الروح أحييكم وبهذه الروح نشكر الله عليكم وعلى ما انتم عليه ونذكر رومانيا العزيزة التي استقبلتكم نرجو لها دوام الازدهار والنمو والسلام بنعمة الله الثالوث الواحد الآب والابن والروح القدس الآن والى الأبد آمين".