لفت عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ياسين جابر في كلمة له خلال إحياء ذكرى أسبوع النائب السابق عبداللطيف الزين في بلدة كفررمان إلى أن "فتح شبابيك الذاكرة على حياة عبد اللطيف الزين تطلق عنان شهية الكلام عن عائلته وتحديدا بيت الزين الذي بقي لاكثر من قرن من الزمن عنوانا معروفا لا يقوم عنه سائل حاجة ولا تضيق ديوانيته بالناس الذين لهم فيه ما لاهله والذين اعتادوا ان يقصدوه فما خاب يوما ظنهم به، ولا ضاق يوما هذا البيت بوجه مواطن ولجه، ولم يكن غريبا على عبد اللطيف الزين ان يدخل السياسة من ابوابها الواسعة وان يمثل النبطية والجنوب في برلمان اعتاد على آل الزين لدرجة انهم صاروا جزءا اصيلا من معالم الحياة البرلمانية في لبنان، واذا كانت العائلة السياسية في لبنان هي قصة وراثة نتفق معها او نختلف فان قصة آل الزين نأت عن مقياس العصبية العائلية والوراثة السياسية التقليدية لتأخذ منحى التجديد ومواكبة الخط الوطني فكانوا مع الثورة لمصلحة الشعب والخط الوطني، حينما اندلعت الثورة في بيرون، ومع مسيرة الامام الصدر الذي حمل دولة الرئيس نبيه بري بيارقه، ضد رموز الاقطاع السياسي فكان بيت الزين يصافح القوى الحية الجديدة ويساندها ويستلهم من امسه وتراثه صلابة ثوابت الوطن وقضايا الناس".
وأشار إلى أن "عبد اللطيف الزين عاش الشأن العام وحمل قضايا الوطن في عقله وقلبه فكان من الرجال الذين ينتج عن حنكتهم السياسية مساحات لقاء وتواصل بين المناطق والطوائف وكم نحن بحاجة الى هكذا رجال اليوم ، فلبنان بتكوينه الداخلي يحتاج دائما الى رجال وحركات سياسية تمتص وتحتوي انفعالات الحدود الداخلية القائمة بين خصوصياته لتصبح تفاعلا حضاريا وليس تشنجا عصبويا ولتصبح ايضا لقاء وطنيا غنيا وليس انفعالا يدفع نحو الانعزال، وايمانا منه بهذه المبادىء، كان عبد اللطيف الزين رحمه الله من النواب الذين شاركوا في صناعة اتفاق الطائف والذي مهما قيل عن نواقص هذا الاتفاق يظل بمثابة الفرصة التاريخية التي مكنت لبنان من صياغة مشروعه الوطني على اساس لحمته الداخلية الوطنية فاستعاد لبنان وحدته وانطلق في اعادة اعمار ما دمرته الحرب العبثية، للاسف رحل عبد اللطيف الزين ونحن بأشد الحاجة الى امثاله من الرجال الذين يتقنون العمل على التواصل مع الجميع وصياغة التفاهمات، ويكتسب هذا النوع من المهمات اهمية خاصة هذه الايام لان لبنان يمر حاليا في مرحلة داخلية واقليمية ودولية صعبة يصح تشبيهها بقوس ازمات ملتهب يبشر بتحديات واخطار يجب توحيد الصف والعمل يدا بيد وبجدية وجهد كبيرين للتصدي لها".