رأت مصادر متابعة لصحيفة "القبس" الكويتية، أن اخطر ما في التصعيد الأخير المتواصل بين وزراء ونواب التيارين الازرق والبرتقالي،
ان الخلافات تتجاوز السياسة، ومنها ما ظهر مؤخرا في صراع الاجهزة وفي "التسوية ــــ الفضيحة" لقضية المقدم في قوى الامن الداخلي سوزان الحاج بإعلان براءتها في قضية الممثل المسرحي زياد عيتاني، الذي لفّقت له الحاج ملفا بالتعامل مع اسرائيل، وفي ما يشاع حول نية باسيل عزل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان".
وتضيف المصادر لـ "القبس" ان لا تستهينوا بصراع الأجهزة الامنية؛ لأنه مؤشّر على خراب البلد"، ولفت القيادي في تيار المستقبل، النائب السابق مصطفى علوش، في حديث لـ "القبس" الى ان رئيس الحكومة سعد الحريري متمسك بالتسوية مع التيار الوطني الحر، لانها تؤمن الاستقرار الحكومي الممهد للعمل على تنفيذ مقررات مؤتمر سيدر "آخر خرطوشة" كما وصفها لانقاذ الوضع الاقتصادي. واكد علوش ان الحريري لا يزال مصرا على الخروج من السجالات والتأكيد على التهدئة لما فيه خير الجميع. في المقابل يقر علوش بأن التيارين ليسا على نفس التوجه الداخلي والاقليمي، وان التسوية بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة سعد الحريري لم تنسحب على المستوى الشعبي ولا على المستوى الحزبي، وربما ما استفز الوزير جبران باسيل خلال لقائه مع شخصيات سنية بقاعية هو ان لماذا تتقبل الطائفة السنية زعيما مثل سمير جعجع ولم تستوعب التيار الحر؟ وهنا جوهر المسألة، بحسب علوش، الذي يجزم بأن الموقف من باسيل لا علاقة له بالطائفية، وانما هو موقف سياسي، موضحا ان الحالة السنية لا تنظر الى باسيل كشخص ماروني بل تراقب سلوكه ومواقفه، وجمهور المستقبل يتذكر جيدا المواقف السابقة لباسيل والتيار الوطني الحر.
من جانبها، رأت مصادر في القوات اللبنانية ان التوتر الحاصل بين التيارين لا يخرج عن سياقات التوترات التي يثيرها باسيل مع كل القوى السياسية مجتمعة. وحملت "القوات" التيار الوطني الحر مسؤولية تبعات السياسة المتهورة التي تستعيد الماضي وأوصلت الى نقمة سنية ودرزية ومسيحية عارمة بعد استحضار العونيين الماضي وفتح ملفات الحرب والتلويح بمواقف انتقامية، مطالبة بوضع حد لهذا الامر لأن استمراره خطير.