اشار وزير العمل كميل ابو سليمان الى اننا نجتمع اليوم لإطلاق خطة وزارة العمل لمكافحة العمالة الأجنبية غير الشرعيّة على الاراضي اللبنانية التي تترك تداعيات سلبيّة كثيرة على الأمن الاجتماعي والاقتصادي، وتخيّر شبابنا بين البطالة والهجرة، وهذه المهمة في صلب دور وصلاحيات وزارة العمل، وهذه هي اول خطة متكاملة توضع في هذا الإطار. اضاف "صحيح أنها من إعداد فريق عمل وزارة العمل، ولكنّ تطبيقها مسؤولية تشاركية وطنية، فلبنان يعاني من أزمة حادّة في العمالة الأجنبيّة غير الشرعية، وفي مقدمها العمالة السورية غير الشرعية وهي المعضلة الأكبر".
ولفت ابو سليمان خلال إطلاق خطة مكافحة العمالة الأجنبية غير الشرعيّة على الاراضي اللبنانية، الى انه تعاظمت مع تدفّق النازحين السوريّين ونتيجة الفوضى إن لم نقل الاستخفاف من قبل السلطة اللبنانية في مقاربة هذا الملف منذ بداياته عام 2011، وقد قدّرت الحكومة اللبنانية عدد النازحين السوريين بمليون ونصف مليون نازح عام 2018 من بينهم 937٬531 مسجّلين لدى مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR. واوضح انه "بطريقة أوضح إن عدد النازحين في لبنان يقارب ثلث عدد المواطنين، ومئات الآلاف منهم ينافسون اللبنانيين في مختلف القطاعات ولم يتعد تقتصر اعمالهم فقط على الأعمال الزراعيّة والبناء، بل انتقلوا بأسواقهم ومؤسساتهم وأسمائها التجاريّة الى لبنان، وقد فتحوا آلاف المحال غير الشرعيّة، من دون أن ننسى فئة العمّال الموسميّين والموقتين. هذه معادلة لا تستطيع تحملها أي دولة في العالم.
ولفت الى ان أرقام الوزارة تظهر أنّ أعداد السوريين الحاصلين على إجازات عمل صالحة لغاية تاريخه 1733 وهذه الرقم نقطة في بحر العمالة السورية الذي يغرق اسواقنا وصناعاتنا ومصالحنا، واصحاب العمل لا يسجلون العمال السوريين رغم وجود تسهيلات عدة لهم، منها: إعفاء العامل السوري من 75% من قيمة رسم إجازة العمل، ومن التسهيلات لتسجيل السوريين، إعفاء صاحب العمل من طلب الموافقة المبدئية والمسبقة كما هو مفروض على سائر العمال الأجانب.
واعلن وزير العمل وضع خطّةً لمكافحة العمالة غير الشرعيّة ترتكز بخطوطها العريضة على اجراءات عدة، وهي كإعطاء مهلة شهر للمخالفين لتسوية أوضاعهم، تبدأ في 10 حزيران، ومن ركائز الخطة، تفعيل جهاز التفتيش في الوزارة الذي يضمّ 30 مفتشاً فقط. وذكر انه "من بنود الخطة، تشكيل لجنة مشتركة من ممثّلين عن الوزارات التي لديها جهاز تفتيش (العمل – السياحة – الاقتصاد والتجارة – الصحة العامة – الصناعة – البيئة بالإضافة إلى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي) للتنسيق وتبادل المعلومات بشأن المخالفات المتعلّقة بالعمالة الأجنبية عند قيامهم بمهام التفتيش". وفي الخطة، إنشاء غرفة عمليّات مشتركة بين وزارة العمل وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة وسائر الوزارات عند الحاجة للتنسيق ومواكبة ومؤازرة مفتشي وزارة العمل. وفي خطة مكافحة العمالة، تحرير محاضر ضبط بحق صاحب العمل المخالف بقيمة أقصاها مليونين وخمسمئة ألف ليرة لبنانية. ومشروع الموازنة للعام 2019 يتضمن رفعها الى خمسة ملايين ليرة.
اضاف " يحق للأجانب التقدم بطلب لفتح مؤسسات تجارية إذا كانت مساهمتهم لا تقل عن 100 مليون ليرة، ويلزمون بأن يكون 75% من العمّال لبنانيين. (اي مقابل كل عامل أجنبي يجب ان يكون هناك 3 عمال لبنانيين)"، ودعا للتشدد في منح إجازات عمل، وطالب بإقفال المؤسسات المملوكة أو المستأجرة من أجانب لا يحملون إجازة عمل.
وطلب ابوسليمان من وزارة الشؤون الاجتماعية تزويد وزارة العمل دوريًّا بأسماء الأشخاص المسجّلين لدى UNHCR ويستفيدون من تقديمات ومساعدات المنظمات الدولية، وذلك لحجب إجازات العمل عنهم لأنهم يشكلون منافسة غير مشروعة. واكد التعاون مع القطاع الخاص من نقابات وجمعيات وغرف تجارة وصناعة وزراعة لمعرفة متطلبات السوق لليد العاملة والمهن التي تتوفر فيها يد عاملة لبنانية. والطلب منهم عدم تشغيل أجانب في الفئات المحصورة باللبنانيين والاستحصال على إجازات عمل للعمّال الأجانب في المهن التي يحق لهم العمل بها.