كرمت جمعية "تجاوز" الثقافية رئيس الجامعة اللبنانية السابق الوزير السابق عدنان السيد حسين، في حفل أقامته على مسرح بلدية الجديدة - البوشرية - السد، في حضور عدد من عمداء الكليات ومديري الفروع والاساتذة وشعراء وشخصيات أدبية وتربوية واجتماعية.
ثم كانت كلمة المكرم السيد حسين، استهلها بشكر جمعية تجاوز وقال: "انني وضعت كتاب المسؤولية من الوزارة الى رئاسة الجامعة اللبنانية لأريح نفسي، ولأعرض في هذه المناسبة اليوم بعض الافكار لأن الوطن أكبر وأهم منا جميعا".
واضاف: "ان السبب الرئيسي لاستقالتي من الوزارة كان منع او تجنب الفتنة الطائفية، فلو بقيت في الحكومة في ذلك الحين لكان الخطأ كبيرا، فأنا جئت الى الوزارة بهدفين واضحين الأول هو بناء الدولة والثاني منع الفتنة بين السنة والشيعة، ومن يعمل بالشأن العام عليه أن يدفع الثمن".
واكد انه "يوجد استراتيجية دفاعية ترتكز على الثقة بين المقاومة والدولة، وبدون الثقة لا يمكن لأي استراتيجية أن تنجح"، وقال: "المقاومة قوة علينا الاحتفاظ بها كمخزون استراتيجي، وجيش قوي ويكون قرار السلم والحرب بيد الحكومة، فالثقة القوية بين الطرفين هي التي تصنع استراتيجية الدفاع ولولا الثقة لن يكون استراتيجية للدفاع الوطني، خصوصا ان كل اللبنانيين قد ادركوا ان اسرائيل هي عدوة للانسانية جمعاء، كل ذلك مع وجود شروط على المقاومة كي لا يستعمل سلاحها في الداخل. وكي تكون عندنا استراتيجية ناجحة علينا الاتجاه نحو المواطنة أولا".
وتابع: "ان الجامعة اللبنانية تعيش اليوم في أزمة، خصوصا وانها ولدت رغم انف السلطة السياسية، وعلى الجامعة كي يؤخذ بحقوقها ومطالبها المحقة أن تتكلم لغة واحدة أي رئيس الجامعة ورابطة الاساتذة ومجلس الجامعة كلهم بلغة واحدة، ويتفقوا على خطة عمل واضحة يتم خلالها تحديد مصير الجامعة وسبل وأولويات التحرك لأنه اذا وقع التشرذم بين اهل الجامعة لا يتحقق اي مطلب لها".
واشار الى ان "ليس بهذه الطريقة تدير الدولة اللبنانية جامعتها، فهل نحن نتبع الدولة اللبنانية أم دولة في جنوب الصحراء الافريقية؟ الجامعة اللبنانية هي مؤسسة عامة مستقلة لعموم الشعب اللبناني، فالعبقري اللبناني الراحل رمال رمال ادرجه معهد الدراسات الاستراتيجية في استكهولم السنة الماضية الى جانب البرت انشتاين، كما حسن كامل الصباح لم يحتفظ احد من هذه الدولة بهؤلاء العلماء العظام". كاشفا على ان "منذ أشهر في المملكة المتحدة البريطانية تم تكريم طبيب لبناني خريج الجامعة اللبنانية، وكلية الهندسة مشهود لها كما كلية الحقوق أيضا حيث يعرف خريجوها اهم مستويات النجاح في معهد الدروس القضائية".
واكد "أن الجامعة اللبنانية بحاجة الى ثلاثة أمور سريعة، أولا استعادة القيم الجامعية، فعند تخلينا عن قيمنا الجامعية نكون نتخلى عن الجامعة، أي مراعاة الكفاءة والشهادة والخبرة والاحترام والانفتاح على الخارج للحصول على العلم الحديث. ثانيا: اناشد الاساتذة وأقول نحن لسنا طلاب رواتب، فبدون موظفين لا تعمل الجامعة. منذ سنة 1994 منعنا عن قبول موظفين في الجامعة، فالجامعة بحاجة الى موظفين خصوصا وأنه تقاعد عندنا اكثر من الف موظف". مضيفا ان "أما بالنسبة للمجمعات الجامعية، ما يعني تجميع الجامعة في المناطق وليس بعثرتها للتحول الى ثانويات وتكميليات في كل موقع في المناطق لتأتي على هوى السياسيين ومصالحهم قبيل كل انتخابات، فالجامعة تجمع ولا تقسم".
وذكّر السيد حسين ان "قبل 1975 كانت الجامعة بعيدة عن التقسيمات المذهبية، الاجدر كان من يتولى لينجح. قانون الجامعة اللبنانية الجديد وضع بعد دراسة 7 مشاريع مقدمة، الى لجنة من كبار الاختصاصيين القانونيين، فالخوف كبير من تقسيم الجامعة وفرزها في حال استقلالية الفروع. جامعة روما تضم 120 الف طالب وهي موحدة وذلك كما قال رئيسها من اجل وحدة الامة الايطالية. فالجامعة يجب أن تكون أداة توحيد. ويجب على المكاتب التربوية التابعة للاحزاب أن ترتاح قليلا، فيجب على اساتذة وطلاب الجامعة اللبنانية ان يطالبوا بجامعتهم لتبقى جامعة وطنية".
واكد انه "بالرغم من كل شيء، ان الجامعة اللبنانية هي جامعة عظيمة، لها فضل على كل جامعات لبنان، والمطلوب هو تطبيق القانون كمؤسسة عامة مستقلة، وانجاز المجمعات في المناطق وبسرعة لاننا ندفع كل سنة مبلغ 20 مليار ليرة كايجارات لمباني للجامعة، ويجب على وزير التربية أن يستمع لرئيس الجامعة ومجلس الجامعة".
وسأل السيد حسين عن تعيين العمداء، وكيف تنقص موازنة الجامعة. وقال: "ما يظهر أنهم لا يريدون جامعة لبنانية ما يعني أنهم لا يريدون لبنان، فالجامعة اللبنانية تعني بناء لبنان وهي الجيش الثاني أي جيش المعرفة، جيش الفكر والوطنية اللبنانية وجيش حقوق الانسان، هي التي هدمت وردمت الهوة بين الريف والمدينة وبين الغني والفقير، وهي التي جعلت من أبناء الاطراف ليكونوا اساتذة مرموقين في اهم جامعات العالم. وهذه هي الجامعة اللبنانية التي نفتخر بها، ولا تزال وستبقى الاقوى لأنها جامعة الوطن"، مؤكدا "ان الاوطان تبنى وتصنع، ويمكننا بناء جامعة لتكون افضل وافضل بكل المجالات".
وختم بالاشرة الى ان "موضوع المواطنة هو خبرة وخيار الشعوب، فاوروبا بنت امجادها على سيادة القانون والمواطنة. وما نراه في المنطقة بسبب عدم قدرتهم على بناء الدولة الحديثة".