ركّز رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، خلال إحياء ذكرى "شهداء القضاء"، في قاعة الخطى الضائعة بقصر العدل في بيروت، على أنّ "المجرمين شاؤوا من خلال اغتيال القضاء الأربعة تحدّي الدولة وضرب هيبتها وإفساد الإنجازات الّتي حقّقتها، غير أن مشروعهم باء بالفشل".
وأكّد أنّ "قطاعات المجتمع وقطاعات الدولة تحتاج إلى القضاء المستقل، دون أن يكون هناك مجال للتفريق بين أحوال طمأنينة وأحوال شقاء، وهي يصيبها كلّ إهمال للشأن القضائي، وكلّ تلكؤ يصدر عن الجسم القضائي"، موضحًا أنّ "ضرب هيبة الدولة عبر ضربة قضائها، لا يفترض دائمًا إزهاق أرواح القضاء، بل قد يَنتُج عن إهمال أو لا مبالاة أو طمع السلطة بالسلطة".
وبيّن فهد أنّ "ذلك يمكن أن يكون أيضًا وليد التراخي والتقصير بإدراك معنى أن يكون المرء قاضيًا"، مشدّدًا على "أنّنا طالبنا ونطالب بتعزيز استقلالية السلطة القضائية"، معلنًا أنّ "عمل التفتيش القضائي مستمرّ بكلّ جديّة، تنقيةً للجسم القضائي من الشوائب، وحماية لصيت قضاتنا المنزهين، ولنكون على مستوى آمال شهدائنا والشعب اللبناني".
وأفاد بأنّ "المحاكمة في ملف اغتيال القاضاة الأربعة تسير بكلّ جديّة وشفافيّة وتراعي المعايير الدولية، عسى أن نتنهي في زمن ليس ببعيد"، لافتًا إلى "أنّنا نعاهد بعضنا بعضًا ونعاهد الشعب أن نبذل كلّ الجهود من أجل قضاء أكثر فعالية وأكثر عدلًا".