اشار رئيس محكمة التمييز القاضي جان فهد الى انشاء محكمة التمييز في بيروت في 17 حزيران 1919 من قبل جنرال فرنسي، ولفت الى ان محكمة التمييز هي راس القضاء، وقد سارع الجنرال الفرنسي الى اطلاقها قبل لبنان الكبير، وقد اطلق القضاء قبل السياسة، لان العدالة حاجة في الحرب وفي السلم، وقد نشأت محكمة التمييز وتطورت الى ما وصلت اليه اليوم بإختصاصاتها، وفي ادارة التنوع في النسيج اللبناني.
وخلال الاحتفال بمئوية محكمة التمييز في قصر العدل في بيروت بحضور رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، لفت فهد الى ان محكمة التمييز ولدت ونمت ونضجت في الشرق العربي، كما سورها وجدان الشعب اللبناني فجاءت على صوره، واوضح ان تقدم تاريخ انشاء محكمة التمييز على انشاء لبنان الكبير يثبت ان لا نهضة للمجتمع ولا شيوع عدالة ولا صون لاي حق من الاعلى الى الادنى الا بوجود قضاء على مستوى الصعوبات.
واكد ان محكمتنا امام مجموعة من التحديات، ولا بد من حوار في العمق مع المحاكم الاساس، ومن التحديات كيفية توفيقها بين سيادة القاعدة القانونية وسمو المعاهدات الدولية، ومنها المرونة في مواكبة ثورة التواصل الاجتماعي وما يترافق مع نقض القرارات القانونية، والموازاة بين حق المتقاضي بين التمييز وبين تجنب اغراق محكمة التمييز بمراجعات لا طائل منها. ودعا لتدريب القضاة حديثي العهد في التمييز، ولتجهيز الاقلام لمواكبة السرعة والحداثة، وتحديد مهلة زمنية قصوى لفصلها، وطالما ان ثقى مصابة يعني اننا لم نصل الى العدالة المثلة.
اضاف منذ انشاء لبنان الكبيرة الى اليوم يبقى هاجس العدالة في الصدارة، واكد انه لن يكون هناك دولة قوية عادل الا بقضاء على مستوى الامنيات والانتظارات، ان للقضاء في لبنان اسهامات شتى، واوضح ان شبكة مجالس القضاء العليا الفرنكوفونية اختارت عنوان لمؤتمرها "علاقة السلطة القضائية بالسلطة التنفيذية".