أكّد مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبدو أبو كسم "أننا كمسيحيين في هذا الشرق مدعوين أن نكون على استعداد دائم لحمل الصليب، لأن يسوع حمل صليبه في هذا الشرق وقال لنا "من يريد أن يتبعني فليحمل صليبه"، مشيرًا إلى أن "صليبنا ليس للزينة بل ليكون عونًا لنا في وقت الصعوبات ووقت المحن، وحارس لنا وقت الأزمات، والكنيسة في الشرق مبنية على دم الشهداء وهي حلقة لا تنكسر وهي كنيسة يسوع المسيح الفادي والمصلوب وكنيسة القيامة".
ولفت أبو كسم، في ندوة صحفية عقدت في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، وبرعاية ومشاركة أسقف الدائرة البطريركيّة والنائب القضائي للسريان الكاثوليك في لبنان سيادة المطران مار متياس شارل مراد، حول قراءة في كتاب "مذود وصليب"، خواطر وتأملات لزمن الميلاد والقيامة.. وحياة الشهادة للمسيح، للأب مازن متوكا، إلى أن "الكنيسة السريانية في العراق التي ينتمي إليها الأب متوكا قدمت الشهداء إثر انفجار أو خطفوا أو ذبحوا، من مرارة هذا الصليب الذي فيه ألم وانتهاك لكرامة ولحقوق الإنسان كتب الأب متوكا "مذود وصليب" مذود فيه بداية الحياة الجديدة بولادة سيدنا يسوع المسيح وصليب كان الطريق التي أخذتنا إلى القيامة الجديدة معه"
وأضاف "أننا ذهبنا إلى أرض العراق الواسعة وزرنا قراقوش وقوش ورأينا هذه الكنائس الكبيرة القديمة سنة 1993 ولكن عندما رأينا الحرب والدمار الذي حصل، علمنا كم من التراث كان ينضرب في تلك الأرض. لكن حين رأينا البطريرك يونان مع الأساقفة يقيمون القداديس في الموصل وقراقوش وقوش مع الناس القليلة التي عادت، رأينا علامة الرجاء المسيحي وفهمنا ما معنى أننا بذور في هذا الشرق، فحبة الحنطة تدفن في الأرض ولكن تعود وتعطي حبوبًا كثيرة، هكذا نحن المسيحيون في هذا الشرق."
من جهته، تحدث الأب مازن متوكا حول قراءة في كتابه والبعد المسكوني فيه، وقال إن "بين نخلة العراق وأرزة لبنان حكاية نُسجت خيوطها الذهبية بسنابل حنطة الشهادة المسيح يسوع، فخلاصنا بإيماننا وبشهادتنا للمسيح يسوع ربنا. فتكون لنا الحياة الأبدية. وهكذا كان هذا الكتاب خبرة إصغاء لكلام المُعلم يسوع المسيح المخلِّص"، معتبرًا أن "من المذودِ إلى الصليبِ طريقٌ حافلٌ بمحطّاتٍ غَيّرَتْ تاريخَ البشريةِّ، بدأتْ بالبشارةِ لتكسرَ صمتَ العُقرِ الرتيبِ، وتملأَ قلبَ العذراءِ بالمحبّةِ الفائضةِ للبشريّةِ الرازحةِ تحتَ ثقلِ همومِها وتيهِها. ولتُعلّمَ الأجيالَ محبّةَ اللهِ الوافرةَ للإنسانِ؛ بـ"الكلمةِ" الذي كانَ منذُ البدءِ ولا زالَ يُعلّمُ".
بدورها، رأت الكاتبة نجوى طعمه باسيل أن "شهادةُ اليوم آتيَةٌ من كنيسة العراق. حيث كشف الدمُ المسكوبُ، وحشيَّةَ من سَفكَهُ. فالأمرُ الحاسمُ في حياة الشهداءِ المسيحيّين هو يسوع المسيح ذاتُه. يضعنا الأب مازن في الجزء الأخير من كتابه "مذود وصليب" في حالِ مثولٍ أصيلٍ أمام المسيح المصلوب وأمام شهدائه، مُتلمِّسًا وجهَه في وجوههم. ومُترقِّبًا أنوار القيامة في وهدة الفاجعة والمأساة. كنيسة العراق كنيسة الشهداء عبر تاريخها حتى يومنا هذا. تاريخ هو حياةٌ، فِعلٌ، واقعٌ، خِبرةٌ ووجود".
من جانبه، بيّن الأب روجيه يوسف أخرس أن "مذودٌ وصليبٌ، هو باكورةٌ مباركة لأعمال الأب الموقّر مازن متوكا، امتزجتْ فيه محبّة الكاتب الأبوية مع لواعج الألم التي تخترق فؤاده المتفطّر بانسلاخه عن أحبّاء غوالٍ".
كما ركّز المطران مار متياس شارل مراد على "أهمية إعادة بناء العلاقة مع الورق ورائحة الكتاب والكلمات. هذا ما نفقده في مجتمعنا وحياتنا وأصبحنا نفضل الأمور الرقمية والأمور السريعة".