لفتت رئيسة "الجمعية اللبنانية للحفاظ على آثار وتراث الجنوب" رندا بري، خلال رعايتها وحضورها "يوم الدراسات الفينيقية" الّذي نظّمته بلدية صور، بالتعاون مع الجمعية وبلدية سانت أنطيوكو وقيادة القطاع الغربي في "اليونيفيل"، إلى أنّ "قبل سنتين من الآن، كان اللقاء هنا لتوقيع بروتوكول التوأمة بين هاتين المدينتين التاريخيتين على شاطىء المتوسط، صور وأنطيوكو. كلاهما توأم في الإرث التاريخي والثقافي، والأهم كلاهما مكمل للآخر في الحوار الحضاري بين الشعوب".
وذكرت أنّ "قبل سنتين، أكّدنا باسم "الجمعية الوطنية للحفاظ على آثار وتراث الجنوب اللبناني (آثار جل)"، أهميّة تعميم خطوات التوأمة بين المدن والبلدات الجنوبية مع المدن والبلدات في إيطاليا وغيرها من الدول المشاركة في قوات "اليونيفيل"، بهدف ترسيخ مناخات التلاقي بين الأمم والشعوب ونشر ثقافة السلام بين المجتمعات".
وأوضحت بري أنّ "هذا اللقاء الّذي يحمل عنوان "دراسات فينيقية" ويجمع هذه النخب الأكاديمية والثقافية، يأتي في إطار تفعيل إتفاقية التوأمة المبرمة بين المدينتين"، مركّزةً على أنّ "هذا اللقاء، بكلّ مندرجاته وبكلّ المحاور الّتي سيقاربها الأساتذة والإختصاصيون، هو خطوة بالإتجاه الصحيح، ليس فقط تفعيلًا للتوأمة بين مدينتين، إنّما هو أيضًا إعادة إنتاج لتاريخ مشترك بين أمتين وشعبين وحضارتين، سيما وأنّ شاطئ صور اليوم يحظى بتصنيف عالمي وشرق أوسطي كأحد أهم خمس شواطئ في الشرق الأوسط".
وأوصت اللقاء بأن "تعكف اللجان الّتي تعمل على تفعيل بروتوكول التوأمة بين المدينتين أن تقارب العناوين كافّة، الّتي إذا ما تكاملت في ما بينها، فهي بالتأكيد ستؤدّي في نهاية المطاف إلى تحقيق الأهداف الإنسانيّة السامية من وراء التوأمة، ليس بين مدينتين فحسب إنّما بين شعبين وأمتين"، مشيرةً إلى أنّ "من أبرز العناوين الّتي نتمنى أن تقارب في اللقاءات المقبلة هي: الدراسات حول التنمية السياحية الثقافية، ماهي المفاهيم حول حماية الارث الثقافي والتراث العالمي، البيئة ودورها في التنمية البشرية المستدامة".
من جهتها، شدّدت ممثّلة بلدية سانت أنطوكيو روزالبا كوسو، على "عمق العلاقة التاريخية بين صور والمدن الايطالية، خصوصا مدينة انطيوكو".
أمّا ممثّل وزير الثقافة محمد داود داود مدير عام الآثار سركيس خوري، فأكّد "عمق العلاقة بين إيطاليا ولبنان"، مثنيًا على "دعمها وتمويلها لعدد من المشاريع الثقافية، لا سيما في بعلبك، وترميم الطابق السفلي في المتحف الوطني، فضلًا عن ما تقدمه الكتيبة الإيطالية لتأهيل بعض المواقع الأثرية، لا سيما قلعة شمع".
وأعلن أنّ "وزارة الثقافة تعمل على تنظيم حفريات جديدة وتفعيل "مركز الأثار التحتمائي" واستكمال العمل لإنجاز متحف صور"، منوّهًا إلى أنّ "الإرث الثقافي هو العصب الرئيسي للتنمية".
من جهته، نوّه رئيس اتحاد بلديات قضاء صور حسن دبوق بـ"اتفاقية التوأمة بين بلديتي صور وسانت انطيوكو، مشددا على "أهمية توطيد العلاقة بين لبنان وايطاليا".
كما ركّز القائد العام لليونيفيل في لبنان الجنرال ستيفانو ديل كول، عل أنّ "الإستقرار في الجنوب خلق بيئة خصبة لتعزيز التنمية الاقتصادية والثقافية والسياحية"، لافتًا إلى أنّ "القوات الدولية مستمرة، بالإضافة إلى مهمتها في الحفاظ على السلام، بالعمل من أجل زيادة الوعي حول أهمية الإرث الثقافي وحماية المواقع التاريخية"، مشدّدًا على "توطيد العلاقة المشتركة بين شعوب حوض المتوسط".