ذكرت "الاخبار" انه لم يتوقف النشاط السعودي في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديموقراطية"، منذ الإعلان عن زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان، للرقة قبل عامين. ويتقاطع هذا الحضور مع المقاربة الأميركية هناك، إذ يركّز على العشائر العربية، لاستثمارها كورقة مهمة في سياق التجاذبات مع دمشق وحلفائها، ولا سيما إيران. ومجدداً، زار السبهان، الخميس الماضي، محافظة دير الزور، قادماً من أربيل، في وقت تشهد فيه المنطقة توتراً بين العشائر العربية و"قوات سوريا الديموقراطية"، احتجاجاً على سياسات الأخيرة في المنطقة، وفقدان عدد من المدنيين من أهالي ريف دير الزور حياتهم بنيرانها، إلى جانب الاعتقالات العشوائية، وتهميش دور العشائر.
الزائر السعودي حضر مع مستشارَي الخارجية الأميركية، جويل رايبورن ووليام روباك، والتقى وجهاء العشائر في حقل العمر النفطي في ريف دير الزور. ووفقاً لمصادر عشائرية، فإن السبهان "أبدى استعداد بلاده لدعم المجلسين العسكري والمدني لدير الزور، عسكرياً وخدمياً"، كما طالب العشائر "بالتفاوض مع قسد وعدم الاصطدام معها".
وبحسب المصادر نفسها، قال السبهان إن "الدور السعودي سيكون أكبر خلال المرحلة المقبلة، بما يضمن حقوق سكان المنطقة". ويبدو التعويل على صلات القرابة العشائرية حاضراً في حسابات الوزير السعودي، ضمن مساعي بلاده للقيام بدور مهم على طاولة التفاوض السورية والإقليمية. وكانت "الأخبار" قد كشفت عن وجود تحرّك سعودي يهدف إلى توحيد الفصائل العسكرية الموجودة في التنف مع مجلس دير الزور العسكري.
ويتساوق التوجّه السعودي هذا مع تحرك أميركي مماثل، تَمثّل في عقد مسؤولين عسكريين من القوات الأميركية اجتماعاً مع قادة "مجلس دير الزور العسكري" لإعادة الأخير إلى الواجهة، بعد تغييب دوره خلال معارك الباغوز الأخيرة. كذلك، تفيد أوساط إعلامية مقربة من "قسد" بأن اجتماعاً آخر عُقد في بلدة البصيرة مع عدد من وجهاء العشائر في دير الزور، بحضور السبهان وممثلي الخارجية الأميركية. وطبقاً لتلك الأوساط، فإن العشائر العربية دعت الجانب السعودي إلى دعم تأهيل البنى التحتية والمرافق العامة شرقي الفرات.