أشارت صحيفة "الخليج" الاماراتية في افتاحيتها الى أن "أكثر من دليل يشير إلى مسؤولية النظام الإيراني عن الهجوم الذي تعرضت له ناقلتا النفط في بحر عمان قبل يومين، وقبله أمام سواحل الامارات ، من خلال استهداف أربع سفن نفط تجارية، لذلك لم تعد القضية محل تشكيك، بل حقائق يؤكدها الواقع، ويلمسها الرأي العام الإقليمي والدولي، الأمر الذي يؤكد أن التوتر الذي تشهده المنطقة مصدره واحد، وكل أصابع الاتهام توجه إليه، وهو ما تعززه التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي يشير إلى أن الهجوم على ناقلتي النفط في بحر عمان يحمل بصمات إيران، بقوله إن طهران وضعت ألغاماً لاستهداف السفن، مستنداً في ذلك إلى شريط فيديو مصور نشرته وزارة الدفاع الأميركية، "البنتاغون"، يظهر خلاله الحرس الثوري الإيراني وهو يزيل لغماً لم ينفجر من جانب الناقلة كوكوكا كاريدجس، التي تعرضت إلى هجوم، فضلاً عن صورة تظهر لغماً قبل إزالته".
ورأت أن "في حديث وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، ما يؤكد هذه المعطيات، حيث يشير إلى أن الاتهامات تستند إلى معلومات مخابراتية، ونوع الأسلحة المستخدمة، ومستوى الخبرة اللازمة لتنفيذ هذه العملية، والهجمات الإيرانية المشابهة التي وقعت في الآونة الأخيرة على قطاع الشحن، ومثله وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت، الذي يؤكد أنه لا يشك في التقييم الأميركي للأزمة، فيما بدأ الاتحاد الأوروبي بجمع الأدلة على تورط النظام الإيراني بما حدث، ويحدث من أعمال تخريب في منطقة الخليج"، مضيفة: "الخلاصة، أن كل المؤشرات التي ظهرت خلال الفترة القليلة الماضية تشير إلى أن أيادي طهران ليست بعيدة عما جرى، ويجري في منطقة الخليج، وهناك أدلة كثيرة تدل على أن النظام الإيراني يقف خلف الكثير من عوامل التوتر الذي يتزايد يوماً بعد آخر، ويشكل تهديداً للملاحة في هذا الممر الحيوي لإمدادات النفط إلى مختلف دول العالم".
واشارت الى أنه "لهذا، لم يكن سلوك إيران في العمليات الإرهابية الحالية والسابقة مستغرباً، فقد دأبت منذ عقود على استمراء لعب مثل هذا الدور التخريبي في منطقة الخليج العربي، كما أن المسألة لم تعد مقتصرة على مهاجمة ناقلات النفط فحسب، بل تمتد إلى توسيع رقعة تدخلاتها لنشر المزيد من وسائل الدمار في مختلف دول المنطقة، ويمكن فهم ذلك من خلال الأدوات والأذرع المسلحة التي تخدم توجهات النظام الإيراني في أكثر من بلد عربي"، معتبرة أن "انتهاج سياسة حافة الهاوية التي تتعامل بها إيران مع جيرانها، ومع بقية دول العالم، يؤكد مضيها في طريق المواجهة والإضرار بمصالح المنطقة، ضاربة عرض الحائط بكل المحاولات الهادفة إلى تهدئة التوتر، وتوفير عوامل الانفراج لتتفرغ دول المنطقة، بما فيها إيران نفسها، لخدمة شعوبها، خاصة أن إيران كرست كل جهودها للتحول إلى دولة نووية، متجاهلة حقيقة الدور الذي يجب أن تقدمه لتحقيق رفاهية العيش لشعبها، الذي يعاني الأمرّين منذ وصول سلطة نظام الخميني لحكم البلاد قبل أربعين عاماً".