رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أن إيران دولة قوية ومقتدرة وتتعامل مع الولايات المتحدة من موقع الند للند، وأن موقف الإمام السيد علي الخامنئي الرافض لتبادل الرسائل مع الرئيس دونالد ترامب وللتفاوض، والذي أعلنه خلال استقباله رئيس وزراء اليابان، يكشف عن عزة وقوة وشموخ يفتقر إليها الكثير من الملوك والزعماء العرب والمسلمين، الذين بالرغم من كون بعضهم حليفاً لأميركا، يقف السيد ترامب ليوجه له الإهانات بين الحين والآخر، دون أن يثأر لكرامته ولو بكلمة واحدة.
وخلال احتفال تأبيني في بلدة كفركلا الجنوبية، اعتبر الشيخ دعموش أن المطلوب أميركياً وإسرائيلياً وسعودياً، خنق إيران اقتصادياً ومالياً بالحصار والعقوبات، وتخويفها بالتهديد والتهويل والحشود العسكرية، من أجل أن تستسلم وتخضع، ولكن فاتهم أن إيران فرضت عليها حرب لثماني سنوات متوالية شنها صدام بالنيابة عن أميركا وإسرائيل والسعودية ودعمه العالم كله في ذلك، وفرض عليها حصار منذ قيام الجمهورية الإسلامية، وكانت أقل قوة ولم تنكسر ولم تتراجع، فكيف تتراجع اليوم وهي أكثر قوة واقتداراً على كافة الصعد، فهذا لم ولن يحصل بإذن الله تعالى.
وأكد الشيخ دعموش أن كل المشهد التهويلي الذي نراه على إيران والمقاومة ومحور المقاومة سيسقط، لأننا أقوياء وثابتون وصامدون ولسنا عاجزين، بل الأمريكي والإسرائيلي وآل سعود هم العاجزون وهم الذين سيتراجعون في المنطقة.
وأشار الشيخ دعموش إلى أننا في كل هذه المواجهة الدائرة في المنطقة نعتمد بالدرجة الاولى على الله ثم على مجاهدينا وأهلنا وشعبنا، الذين برهنوا في كل المراحل السابقة على أن التهديد والتهويل لا يزيدهم الا ثباتاً وعزماً وتمسكاً بالمقاومة، وعليه، فإننا كما صمدنا وانتصرنا في المواجهات الماضية، سنصمد وننتصر في هذه المواجهة إن شالله.
وأوضح الشيخ دعموش أن أميركا لا تعتدي على إيران ومحور المقاومة فقط، وإنما تعتدي على كل شعوب المنطقة، وعلى العرب والمسلمين ومقدساتهم من خلال سياساتها وإجراءاتها العدوانية التي اتخذتها ضد القدس وفلسطين والجولان والحقوق العربية.
واعتبر الشيخ دعموش أن ما اتخذه ترامب من إجراءات ضد القضية الفلسطينية منذ مجيئه إلى البيت الأبيض وحتى الآن، يفوق كل ما اتخذه الرؤساء السابقون ضد هذه القضية، ولكن أخطر كل هذه الإجراءات، هو صفقة القرن، لأنها مشروع كامل لتصفية القضية الفلسطينية، وأخطر ما فيها هو توطين الفلسطينيين في لبنان، ومن هذه الزاوية، فإن لبنان ليس بمنأى عن تداعيات هذه الصفقة، وسيكون من ابرز المتضررين بها.
وشدد الشيخ دعموش على وجوب مواجهة كل هذه الأخطار من قبل شعوب المنطقة والعالمين العربي والإسلامي، لا سيما وأننا نستطيع ذلك بالمقاومة والصبر والصمود والثبات والإرادة طالما كانت مقاومتنا وثباتنا وصمودنا سبباً في انتصاراتنا، وعليه، فإن محور المقاومة يملك من الإمكانات والقدرات والإرادة ما يجعله قادراً على المواجهة وإسقاط صفقة القرن.