كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى لـ"النشرة"، عن مساعٍ لبنانية-فلسطينية مشتركة لعقد مؤتمر موسع في بيروت توازيا مع انعقاد المؤتمر الاقتصادي في المنامة–البحرين، في 25 و26 حزيران الجاري لاعلان موقف فلسطيني واحد من رفض "صفقة القرن" الاميركيّة، ووضع خطة موحدة لمواجهة تداعياتها بعدما يستعد كل طرف للقيام بنشاطات متفرقة
وميّز الحراك الفلسطيني، تطوران بارزان:
-الاول، زيارة عضو "اللجنة المركزية" لحركة "فتح" المشرف على الساحة اللبنانية عزام الاحمد، ولقائه رؤساء الجمهوريّة ميشال عون، المجلس النيابي نبيه بري ومجلس الوزراء سعد الحريري، والمسؤولين الامنيين والعسكريين، حيث وضعهم في اجواء التطورات السياسية وموقف السلطة الفلسطينية و"منظمة التحرير" الرافض قطعا لـ"صفقة القرن" الاميركية والاستعداد لعقد مؤتمر في رام الله تزامنا مع مؤتمر البحرين، وسعي القيادة الفلسطينيّة مع لبنان والعرب ومع الحلفاء والاصدقاء في العالم الذين يناصرون القضيّة وحقوق شعبها، إلى إفشالها عن طريق إلغائها أو تفريغها من مضمونها.
-الثاني، قيام الأمناء العامين لـ"تحالف القوى الفلسطينية"، بزيارة خاطفة ومفاجئة الى بيروت قادمين من دمشق، حيث التقوا بري، الذي بحث معهم سبل توحيد الموقف الفلسطيني لمواجهة صفقة القرن وأهمية القيام بفعاليّة موحدة، دون ان تحول الخلافات بين حركتي "فتح" من جهة و"حماس" و"الجهاد الاسلامي" من جهة اخرى والتي وصلت الى "القطيعة" دونها، وقد التقوا لبعض الوقت الاحمد اثناء زيارته رئيس المجلس النيابي على رأس وفد ضم عضو اللجنة المركزية لـ"فتح" سمير الرفاعي، سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "المنظمة" في لبنان فتحي أبو العردات.
وتدور أحاديث في الاوساط الفلسطينيّة المغلقة، أن بري طرح على الطرفين الفلسطيني إقامة "مؤتمر موحد" في بيروت تزامنا مع "مؤتمر البحرين"، لاعلان موقف واحد من "صفقة القرن"، بعيدا عن الخلافات الداخليّة، وبمشاركة القوى السياسية اللبنانيّة، على اعتبار ان المستهدف بالصفقة بالدرجة الاولى القضيّة الفلسطينية وشعبها، وانه على استعداد للتواصل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ابو مازن" ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنيّة لهذه الغاية كما مع باقي القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية، دون ان يسقط ضرورة القيام بسلسلة نشاطات للتعبير عن رفض الصفقة، تحصين أمن المخيمات واستقرارها منعا لاستغلالها او توتيرها في هذا التوقيت الدقيق، والمزيد من التنسيق مع القوى السياسية والامنية اللبنانية لقطع دابر اي فتنة، وكلها خطوات تحصن الموقف الفلسطيني في مواجهة المرحلة المقبلة وتداعياتها.
بالمقابل، اوضحت مصادر فلسطينية في "تحالف القوى الفلسطينية" لـ"النشرة"، ان بري حريص على تقريب المواقف الفلسطينيّة وردم هوة الخلافات في ظل التطورات المتسارعة، ولكن لم يطرح نشاطا موحدا في لبنان رسميا، سيّما وانّ حركة "حماس" أعلنت عن سلسلة نشاطات سياسية واعلامية وشعبية، أبرزها تنظيم "تجمع شعبي" كبير أمام مقر الأمم المتحدة (الأسكوا) في بيروت، يوم الثلاثاء 25 حزيران 2019، في يوم انعقاد ورشة البحرين الاقتصاديّة، اضافة الى تنفيذ سلسلة من الأنشطة والتحركات التي تؤكد على رفض هذه الصفقة وأهدافها، والتمسّك بمشروع المقاومة والتحرير والعودة وبنشر وتوزيع مواد إعلامية في مختلف المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، إضافة إلى التحرك عبر مختلف المنصات الإعلامية.
توازيا، أعرب الاحمد، خلال اجتماعين ترأسهما في سفارة دولة فلسطين في بيروت، الاول لقيادة الساحة في حركة "فتح" والثاني لمسؤولي فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية"، عن ارتياحه الكبير للموقف اللبناني الرسمي والسياسي الرافض لصفقة القرن ولحسن الاستقبال وخاصة في القصر الجمهوري حيث استقبل رسميا بحرس الشرف، منوها بـ"الموقف اللبناني صلب الذي يتطابق بشكل كلي مع الموقف الفلسطيني لجهة رفض صفقة القرن وجميع تطبيقاتها، بما فيها الورشة الاقتصادية المزمع عقدها في "المنامة"، موضحا "إن القيادة الفلسطينية تسعى مع العرب ومع الحلفاء والاصدقاء في العالم الذين يناصرون قضيتنا وحقوقنا، إلى إفشالها عن طريق إلغائها أو تفريغها من مضمونها"، قائلا "أن صفقة القرن على مشارف السقوط، والفضل بذلك يعود إلى صمود الشعب الفلسطيني واصراره على مواصلة الكفاح والنضال لنيل كامل حقوقه، والتفافه أيضاً حول قيادته وعلى رأسها الرئيس ابو مازن، ودعم موقفها ووقوفها بحزم بوجه الادارة الاميركية التي صاغتها وتسعى الى تسويقها عالمياً وإقليمياً بهدف تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل، وتكريس مشروع اسرائيل الكبرى وهيمنتها في المنطقة.
الانتفاضة الفلسطينية
وسط المشهد اللبناني الفلسطيني، لفت الانتباه مشاركة الامين العام لـ "حركة الانتفاضة الفلسطينية" في لبنان حسن زيدان، للمرة الاولى في الاجتماع الذي ترأسه الاحمد، في سفارة دولة فلسطين في بيروت، لمسؤولي فصائل "المنظمة"، ما يعني ان "الانتفاضة الفلسطينية" باتت في اطار "منظمة التحرير الفلسطينية" رسميا.
يذكر ان "حركة الانتفاضة الفلسطينية" ولدت في 17 كانون الأول 2017، بقيادة زيدان الذي شغل منصب أمين سر حركة "فتح–الانتفاضة" في لبنان سابقا، وكان قد قدم استقالته بعد القرار الذي اتخذ بفصل مسؤول الحركة في الشمال خليل ديب "أبو ياسر".
وأعلنت الحركة، قيادتها في لبنان وبرنامجها السياسي الذي يقوم على خيار المقاومة لتحرير فلسطين، وبـ"منظمة التحرير الفلسطينية" ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني، وعودة اللاجئين إلى أرضهم وممتلكاتهم، وإقامة الدولة الفلسطينية السيدة المستقلة، وعاصمتها القدس، وان الحركة ليست بديلا عن أحد أو حركة انشقاقيّة عن أيّ تنظيم فلسطيني، وتدعو لوحدة وطنية فلسطينية تحمي المخيمات، وتصون حق العودة وتنتصر لانتفاضة الشعب في فلسطين.