شدد بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، في السينودس السنوي العادي للكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، في دير سيدة النجاة – الشرفة، عبى أن "لبنان وطننا الحبيب، فلا بد لنا من الإشادة بالجهود التي تبذلها الحكومة في إصلاح الإقتصاد ومكافحة الفساد، إلا أننا ندعو جميع المسؤولين إلى تحمل مسؤولياتهم وتأمين العيش الكريم لجميع المواطنين، والقيام بمهماتهم بالنزاهة والشفافية والضمير الحي، مقللين من الكلام المعسول ومكثرين من العمل الجاد لما فيه خير الوطن وازدهاره".
وأضاف أنه "لا يفوتنا أن ننوه بما تعانيه مدارسنا الخاصة متمنين على المسؤولين أن يولوا القطاع التربوي العناية اللازمة في ظل ما يعيشه المواطنون من غلاء المعيشة. أضف إلى ذلك استفحال مشاكل القروض الإسكانية التي توقفت مؤخرا، وبات مستقبل الآلاف من الشباب اللبناني في بناء عائلات جديدة مهددا بشكل جدي، وهذا ما سيؤدي، ما لم تجد الدولة الحلول الناجعة والسريعة، إلى ازدياد حالات الهجرة للطاقات الشبابية في وطننا، الأمر الذي سيحول لبنان دولة عجوز في هرمها السكاني".
وأكّد "أننا نعود لنجدد، كما في كل مناسبة، مطالبة المسؤولين بتحقيق التمثيل العادل والمنصف للسريان في لبنان في المجلس النيابي والحكومة ووظائف الفئة الأولى والأسلاك القضائية والأمنية والعسكرية. فالسريان قدموا ولا يزالون يقدمون الغالي والنفيس في خدمة لبنان، وهم ينتظرون من الدولة أن تعطيهم حقهم في المشاركة في خدمة الوطن".
وأشار إلى "أننا في هذا المجمع، سنعالج مواضيع متعددة وضعناها على جدول الأعمال الموجود بين أيديكم، والذي سنستعرضه معا بعد قليل، فنقره ونضيف إليه ما يتم اقتراحه، وأبرز هذه المواضيع:
- أوضاع أبرشياتنا في الشرق وبلاد الإنتشار، وأحوال النازحين والمهجرين والوافدين الجدد إلى بلاد الغرب، من خلال تقارير تقدم عن الأبرشيات والنيابات البطريركية والأكسرخوسيات والزيارات الرسولية والوكالة البطريركية لدى الكرسي الرسولي.
- الخدمة الكهنوتية في كنائس الإنتشار: الإنجازات، الصعوبات، التحديات، وآفاق المستقبل.
- شؤون الكهنة والتنشئة الإكليريكية والرسامات الكهنوتية، والتحضيرات للمؤتمر الثالث لكهنة كنيستنا السريانية الذي سيعقد في السنة المقبلة 2020.
- الإنتهاء من إقرار الشرع الخاص لكنيستنا السريانية الكاثوليكية تمهيدا للعمل به.
- آخر مستجدات الإصلاح الليتورجي المتعلقة بذبيحة القداس الإلهية.
- احتفالات كنيستنا بمناسبة اليوبيل المئوي لإعلان ملفنة مار افرام في الكنيسة الجامعة، والتي ننوي إقامتها في غضون شهر تشرين الأول من العام المقبل 2020.
- شؤون الشبيبة والتحضيرات لعقد لقاء شباب سوريا السريان الكاثوليك في مطلع شهر تموز المقبل 2019، والبدء بإعداد اللقاء العالمي المقبل للشباب السرياني الكاثوليكي في العام 2021، فضلا عن الإعداد للقاءات الشبيبة في كل بلد.
- اتخاذ التدابير الإدارية والإجراءات اللازمة بحسب حاجات الخدمة الروحية والرعوية لأبنائنا في أماكن عدة".
ولفت إلى أنه "لا تغيب عن اجتماعنا اليوم شؤون أبنائنا وشجونهم في بلدان الشرق المعذب والذي يئن تحت وطأة حروب واضطهادات وأعمال عنف وإرهاب وتهجير وقتل وتدمير، اقتلعت الكثيرين منهم من أرض الآباء والأجداد، فهاموا على وجوههم تحت كل سماء، مع ما يستتبع ذلك من تهديد لوجود كنيستنا في أرض نشأتها في الشرق، وما تقتضيه ضرورات الخدمة الراعوية التي تستوجب تأمين الكهنة للإعتناء بالمؤمنين كي يحافظوا على إيمانهم وتقاليد كنيستهم"، موضحًا "أننا جميعنا يدرك عمق المعاناة التي يكابدها أبناء كنيستنا في سوريا، حيث الحرب التي حاولت أن تهدم ركائز الوطن وبناه الأساسية، إلا أن وحدة أبنائه وتكاتفهم حمى الوطن من شر المتربصين به".
وأضاف أنه "لا يمكننا أن نغفل معاناة أبنائنا في العراق الذين قاسوا محنة النزوح والتهجير القسري من أرضهم في الموصل وسهل نينوى، ولكننا نشكر الله الذي فرج عنهم باستعادتهم أرضهم وبيوتهم. ونحن نصلي كي يتعاضد جميع مكونات الوطن فيسهموا في إرساء دعائم أمنه واستقراره، مشددين على أن المسيحيين مكون أصيل ومؤسس فيه، بل هم سكانه الأصليون"، منوهًا بأنه "لا يسعنا إلا أن نرفع الصلاة من أجل إحلال السلام والأمان في جميع أرجاء الشرق، من سوريا والعراق والأراضي المقدسة ومصر والأردن وتركيا، ونترحم على أرواح الشهداء، ونصلي من شفاء الجرحى، وعودة كل أسير ومخطوف".
وتطرّق إلى أهم الأحداث التي عرفتها البطريركية السريانية منذ ختام المجمع في العام الماضي:
- تكريس كنيسة مار أسيا الحكيم في سودرتاليا - السويد وتقدسيها، وهي أول كنيسة خاصة لبطريركيتنا في هذا البلد.
- إعادة تدشين كاتدرائية سيدة الإنتقال في حلب بعد تعرضها للقصف وتدمير أجزاء منها نتيجة الحرب التي دارت في تلك المدينة.
- متابعة أعمال بناء كنيسة ومركز مار أفرام السرياني في منطقة ضهر صفرا - طرطوس في سوريا التي تقوم بها البطريركية على قطعة أرض قدمتها الدولة السورية، وذلك لخدمة أبنائنا الوافدين إلى تلك المنطقة.
- متابعة الأعمال في مشروع مار يوسف السكني في الفنار - لبنان، والتي وصلت إلى مراحلها الأخيرة. ونحن في انتظار أن تعاود الدولة اللبنانية تقديم قروض الإسكان لتتمكن العائلات الشابة من أبنائنا الذين اشتروا شققا في هذا المشروع من متابعة المعاملات اللازمة لتسلم شققهم.
- رسامة أسقف مساعد مع حق الخلافة لأبرشية الموصل وكركوك وكوردستان هو سيادة المطران مار نثنائيل نزار سمعان في 7 حزيران الجاري 2019 في كنيسة الطاهرة الكبرى - قرقوش، العراق.
- رسامة كاهنين جديدين للأبرشية البطريركية، هما الأب ديفد ملكي (10 تشرين الثاني 2018)، والأب كريم كلش (1 حزيران 2019).
- اللقاء السادس للكهنة الخادمين في أوروبا، والذي عقدناه قرب مزار سيدة لورد في فرنسا، حيث اجتمعنا مع أحبائنا الكهنة الذين زاد عددهم بشكل ملحوظ نتيجة الإزدياد المطرد لأبناء كنيستنا الوافدين إلى أوروبا، واستمعنا إلى تقارير عن واقع خدمتهم الراعوية وأبرز التحديات التي يجابهونها، وزودناهم التوجيهات اللازمة، وأثنينا على تفانيهم في الخدمة.
- متابعة أعمال الترميم في دير مار افرام الرغم في الشبانية - لبنان.
- متابعة أعمال إعادة بناء وتأهيل لكاتدرائية مار جرجس في الخندق الغميق - الباشورة، بيروت، لما لها من أهمية تاريخية لبطريركيتنا وكنيستنا السريانية في لبنان..."