في عيد الأب، جاء غياب المهندس ميشال ابي نادر على غفلة من الحياة ، ليشكلَ لنا ، نحن عائلة M.A.N حزناً عميقاً، لأننا فقدنا برحيله أباً عطوفاً ورجلاً مُلْهِماً وقائداً هادئاً وإنساناً عصاميّاً، أحببناهُ و تعلّمنا منه الكثير الكثير!
المهندس ميشال ابي نادر، الطيّبُ القلبِ والدائم البسمة، يرحلُ عنّا، ينسلِخ منّا، بلا إستئذان، يدخلَ مجد َ الآب السماوي، مُحَمَّلَاً بالوزناتِ التي كاثٕرها بعرقِ الجبين ودمعِ القلب وأعمالِ البِرِّ وأفعالِ الخير. هو الذي لم يَدَعْ يُسراهُ تدري ما فعلتْ يُمناه!.
كان، حضنه الله، مجموعة رجالٍ في شخص ّ واحد. كان قامة وطنية وهامة إنسانية، نشرَ المحبة بين عارفيه، وبشّرَ بالخيرِ حيثُ ذهبَ. هو إبنُ الإيمان الصلبِ، العنيدُ بمواقفهِ والكريمُ الصفاتِ والرفيعُ الأخلاق،
يتركنا، ينسلخُ عن عائلته، والبسمةُ الرضيَّةُ تسكنُ وجههُ لأنه مسكونٌ بالله، ويلبسُ محبته إسكيماً نورانياً.
هو من علامات النجاح اللبناني في لبنان والخارج، إنْ في مجالات الهندسة والإعمار والتطوير، وإنْ في مجالات فتح فرص العمل أمام الشباب اللبناني، الذين كان يعتبرهم كلّهم أبناءه... ونحن نكنُ له كلّ محبةٍ وإحترام.
أحببناه ربَّ عملٍ، وأحببناه أباً لنا، تعلمنا منه الكثير، توجيهاً وفنوناً هندسية، وصانعَ نجاحات حملتْ توقيع لبنان، على مشاريعَ وإنجازاتٍ، فاخرَ بها، وقدّمها للعالمِ نموذجاّ للإعمار البنائي الحديث، ومثالاً لأسطورة النجاح التي كتبها بحُبٍهِ لعَملِه، الذي كان يعتبرهُ فَرضَ صلاةٍ يوميٍّ، وأمرَ مهمّةٍ أخذ على نفسه تنفيذه بما يُريحُ ضميره ويجعلُ كُلَ الناس يطمئنونَ إليه.
غابَ ميشال ابي نادر، لمْ يَغِبْ.
هو باقٍ معنا، يُلهمنا ويرعانا، عيناه على لبنان، الذي أحبّه من قلبه، وتفانى في رفعِ شأنه حيثُ تطلَّبُ الأمر!
ونحنُ عائلتك الكبرى نصلّي لكَ سُبحَتين: سُبحَة وردية لأن تكونَ روحك في أحضان الله... وسبحة إبتهالٍ أنْ تبقى معنا وتزيدنا قوّةً وتدلّنا أبدا على دربِ النجاح والخير والعطاء.