دعت المنظمات الشبابية والطلابية أمس، في لقاء ضم التعبئة التربوية في حزب الله، تيار المردة، منظّمة الشباب التقدمي، مكتب الشباب والرياضة في حركة أمل، التيار الوطني الحر، حركة الشعب، الحزب السّوري القومي الإجتماعي، الطلاب للعودة الى مقاعد الدراسة في الجامعة اللبنانية بدءا من صباح غد الخميس، ولكن هل فعلا ستفتح الجامعة أبوابها، أم سينتظر الأساتذة نهار السبت لتحديد الموقف الرسمي من الإضراب؟.
تشير مصادر مطلعة عبر "النشرة" الى أن كليات الفرع الرابع في زحلة لن تفتح أبوابها غدا، وتحديدا تلك الكليات الكبيرة أي العلوم والاداب والحقوق، مشدّدة على أن قرار الاقفال والاستمرار بالاضراب حاز على إجماع أساتذة هذه الكليّات بمختلف توجهاتهم السياسية، الامر الذي يعني وجود تضارب بالمواقف بين الأساتذة وأحزابهم، وبين فئة الأساتذة في الاحزاب وفئة الطلاب.
في الفروع الاخرى، يبدو بحسب المصادر أن التوجه العام الى عدم العودة للتدريس الخميس، ما عدا بعض الكليات مثل كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية الفرع الاول، حيث أعلن الاساتذة ان الصفوف مفتوحة امام الطلاب.
الى جانب مواقف الأساتذة، يبرز موقف الطلاب أيضا، خصوصا أن هؤلاء معنيون بالجامعة اللبنانية كما الأساتذة والموظفين، فمنهم من يرى بأن الإضراب حقق ما يمكن تحقيقه وبالتالي أصبح لزاما إعادة فتح أبواب الكليات لتامين النهاية الامثل للعام الدراسي، كالطالب أيمن شحادة، الذي يلفت النظر في حديث لـ"النشرة"، الى أن انتهاء شهر حزيران دون أن تعود الدروس يعني حكما الانتظار حتى أيلول لانتهاء العام الجامعي، وهذا سيؤذي كثيرين ينتظرون الشهادة ربما لاجل عمل أو سفر ما.
بينما في المقابل هناك من الطلاب من استفزّه الطريقة التي تمّ تعليق الإضراب بها، كالطالبة في السنة الاخيرة في كلية الإعلام الفرع الثاني تاتيانا افرام، التي عبّرت في حديث لـ"النشرة" عن غضبها من حجم التدخّل السياسي بالجامعة اللبنانية، مشيرة الى انه كان بإمكان الطلاب الاستفادة أكثر من الاضراب عبر المطالبة بتحصيل أبسط حقوقهم التي تضمن جامعتهم، وأبنيتها، ومستلزماتها ومعدّاتها، اذ أن الامر لا يجب أن يكون محصورا بحقوق الأساتذة فحسب، بل متعلقا بمصير الجامعة الوطنيّة ككل.
لم يقرر اساتذة كليّة الاعلام الفرع الثاني حتى اللحظة ما اذا كانوا سيتوجّهون للتعليم غدا ام لا، بعكس الطلاب المنتمين للتكتّل الطلابي المستقلّ، الذين قرروا بحسب مصادرهم بأنهم لن يتواجدوا في صفوفهم غدا بكل الكليّات، فالاضراب تحوّل الى قضية وطنيّة بعد تدخّل السياسة فيه، والضغط الذي مارسته أحزاب السلطة على الأساتذة، مشدّدة عبر "النشرة" الى أن الجامعة الوطنية بخطر، ولا بد من التحرك.
تشير المصادر المطّلعة الى أنّ السبت سيشهد تصويتا على الإضراب، والتوجّه العام نحو فكّه، لافتة النظر الى أنّ هذا القرار قد يشكّل المخرج المناسب لكل الذين يرفضون العودة الى الصفوف، مع الإشارة الى أن الجدال القانوني حول الصلاحيّات بين الهيئة التنفيذيّة لرابطة الأساتذة المتفرّغين والهيئة العامة لن ينتهي بسرعة. الى ذلك أعلن رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد ايوب منع السفر لكافة افراد الهيئة التعليميّة الا في حالات الضرورة القصوى أو المشاركة في مناقشة أطروحات الدكتوراه المشتركة مع جامعات في الخارج، وبعد الحصول على إذن خاص منه، وهنا يؤكد رئيس الهيئة التنفيذية يوسف ضاهر ان الرابطة ستقف الى جانب كل أستاذ يتعرض لعقوبات.
لا يزال مصير العام الدراسي في مهبّ الريح، فهل تتطور الامور لتصبح الجامعة ككل في خطر؟!.