اعتبر البطريرك يوسف العبسي ان "أراكم مقبلين بعضكم على بعض بشوق وملتفّين بعضكم حول بعض بمحبّة، في عائلة متجانسة جميلة في ألوانها المتنوّعة، إكليريكيّين وعلمانيّين. هذا هو المجلس الأعلى لطائفة الروم الملكيّين الكاثوليك في لبنان بفرادته، بهيكليّته الفريدة التي تجمعنا كلّنا أبناءً لكنيسة واحدة نعمل على قدر طاقتنا لخيرها. "
العبسي وفي كلمة له خلال العشاء السنوي الذي أقامه المجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك عشاءه السنوي في مجمع البيال-فرن الشباك، برعاية العبسي، اكّد ان "هذا كان تحدّيًا ينتصب أمام المجلس. أن نعرف وأن نقرّر من نحن. لسنا أخويّة ولسنا جمعيّة خيريّة ولسنا حزبًا سياسيًّا ولا دينيًّا ولسنا مؤسّسة علمانيّة مستقلّة عن الكنيسة ولسنا مؤسّسة كنسيّة مستقلّة عن العلمانيّين. نحن عائلة. لذلك هدف المجلس الأعلى هو ما يخدم هذه العائلة، كنيستنا كلّها بكلّ أبنائها. وهذا هو التحدّي الثاني: أن نعرف وأن نقرّر ماذا نريد.
ولفت الى ان كلّ ما سبق من تحدّيات يصبّ في التحدّي الأكبر الذي هو كيف نكون حاضرين على الساحة اللبنانيّة، كيف نتفاعل مع ما يجري على الأرض. هل حضورنا حضور كلامي يقتصر على بيان من هنا وبيان من هناك، أم حضور يتغلغل في المجتمع اللبنانيّ على كلّ المستويات بحيث يستطيع أن يحصل على ما يحقّ له لا بل وخصوصًا أن يكون لطائفتنا دورها في بناء الوطن ووضع سياساته ورسم مستقبله لأنّنا نعتبر أنفسنا من مؤسّسي الجمهوريّة اللبنانيّة؟
في هذا المساء أراد عدد كبير من أساقفة كنيستنا أن يشاركوا في هذا العشاء ليدلّوا من جهة على الأمل الذي يضعونه في المجلس الأعلى، ولكي نتعارف ونتبادل الأحاديث حول كنيستنا ودورها في نهضة بلدنا من جهة أخرى. أشكرهم من كلّ قلبي على حضورهم الثمين الذي يغنينا ويؤكّد رغبة الكنيسة في دعم المجلس ووحدته ككلّ، مع إعطائه نفحة خاصّة طيّبة، بحيث يرى أبناؤنا ذواتهم في مجلس كنيسىتهم الأعلى.
وكشف ان نحن الأساقفة مجتمعون الآن في سينودس من كلّ أنحاء العالم. درسنا وثيقة "الأخوّة الإنسانيّة" التي وقّعها قداسة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر. الفكرة الجوهريّة المبنيّة عليه هذه الوثيقة هي الانفتاح على الغير ومدّ جسور بين الناس. وهذه الفكرة هي في صلب فكر كنيستنا الروميّة الملكيّة الكاثوليكيّة منذ نشأتها، ولطالما ركّزنا عليها، أعني أنّنا كنيسة جامعة تتخطّى كلّ حدود مهما كانت هذه الحدود وأنّنا كنيسة الحوار والوسطيّة. ونحن متمسّكون بهذه الهوّيّة لعلمنا بأنّنا إذا ما تخلّينا عنها فقدنا ذاتنا وعن وطننا. وعلى هذا الأساس سوف نطلب من مؤسّساتنا التعليميّة على أنواعها ومن رعايانا أن تدرِّس وتشرح هذه الوثيقة. لنحافظ على هوّيتنا وعلى بلدنا.