اختتمت اعمال السينودس السنوي العام لأساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، الذي عقد من 17 حتى 22 حزيران، برئاسة بطريرك السريان مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، وبمشاركة آباء السينودس الأساقفة القادمين من الأبرشيات والأكسرخوسيات والنيابات البطريركية والرسولية في لبنان وسوريا والعراق والقدس والأردن ومصر والولايات المتحدة الأميركية وفنزويلا وأستراليا والوكيل البطريركي في روما.
ولفت امين سر السينودس المطران مار افرام يوسف عبا، في بيان صادر عن اعمال السينودس، الى أن "الآباء أشادوا بالجهود التي بذلتها الحكومة اللبنانية بإقرارها مشروع الموازنة وإحالته إلى المجلس النيابي لإقراره، متمنين أن يصار إلى اتخاذ الخطوات والقرارات الجريئة التي تخفف من الأعباء على المواطنين اللبنانيين، وتساهم بمكافحة الفساد والتهرب الضريبي والتوظيف العشوائي الذي تشكو منه معظم الإدارات. ودعوا رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وكل المعنيين لإيجاد الحل السريع والفوري لمشكلة الإسكان وما سببته من تهجير جديد للشباب اللبناني، فضلا عن الركود الإقتصادي، مع ما يستتبع ذلك من مخاطر جمة على مستقبل الوطن والدولة".
وطالب الآباء "المسؤولين بتحقيق التمثيل العادل والمنصف للسريان في لبنان في مختلف الإدارات والمؤسسات، وأن يصار إلى اختيار أحد أبنائهم أو بناتهم لعضوية المجلس الدستوري المزمع تشكيله، وذلك مساهمة في خدمة الوطن مع شركائهم من مختلف المكونات".
من جهة أخرى، أوضح البيان أن "الآباء قدموا تقاريرهم عن حياة ونشاطات الأبرشيات والنيابات البطريركية في بلدان الشرق، ولم يغب عنهم استعراض واقع الحال ومعاناة أبنائهم في ظل الحروب العبثية التي لا تنتهي، والإضطهادات وأعمال العنف والإرهاب والتهجير والقتل والتدمير، واقتلاع عدد كبير من رعاياهم من أرض الآباء والأجداد، لا سيما في سوريا والعراق، وتشتتهم في أرجاء الدنيا. ولكنهم تفاءلوا أيضا شاكرين الله لعودة العديد من المهجرين إلى قراهم في هذين البلدين.
وشدد الآباء على الوحدة والتضامن وإعادة اللحمة والإحترام المتبادل بين أبناء كل من سوريا والعراق، مؤكدين على ضرورة تعاضد جميع المكونات لإرساء دعائم المواطنة المتكافئة، فالمسيحيون مكون أصيل ومؤسس في هذين البلدين. ودعوا إلى تجاوز المحنة والتكاتف بين جميع المواطنين لبناء السلام والرجاء والوحدة".
وأثنى آباء السينودس على |جهود الحكومة في مصر لتعزيز الوحدة الوطنية والإستقرار الإجتماعي، وأبدوا ارتياحهم البالغ لخطاب الإعتدال الذي ينتهجه الرئيس". كما شددوا على "حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وإقامة دولتهم على أرضهم، مؤكدين أن القدس مدينة مقدسة لأتباع الديانات الثلاث. ورحبوا بالمساعي المبذولة للإستحصال على الإعتراف الرسمي بكنيستنا السريانية في الأردن. كما ثمنوا تعلق أبنائهم في تركيا بكنيستهم، وسعيهم للمحافظة على ممتلكاتها أو استعادتها في أرض آبائهم وأجدادهم"، داعين الى "إيقاف الحروب وحل النزاعات بالحوار والطرق السلمية، وإحلال السلام العادل والشامل والدائم، وعودة جميع النازحين والمهجرين واللاجئين والمخطوفين إلى أرضهم وأوطانهم".
ودرس الآباء واقع الخدمة الراعوية لأبناء الكنيسة السريانية في بلاد الإنتشار، في أوروبا، والأميركيتين، وأستراليا. وأولوا اهتماما خاصا بتأمين خدمتهم الروحية والراعوية بإرسال كهنة كفوئين وغيورين من الأبرشيات الأم لمواكبتهم في بلاد المهجر، بالرغم من التحديات التي تسببها محنة الهجرة إلى بلاد الإغتراب والتأقلم المؤلم. وتوجه الآباء بمحبتهم وثقتهم إلى أبنائهم المغتربين وأهابوا بهم المحافظة على وديعة الإيمان والأمانة لكنيستهم وتراثهم السرياني ولأوطانهم الأصلية. كما حثوهم على تقديم المساعدة والعون لأهلهم وأبرشياتهم الأم في الشرق على قدر طاقتهم، تعبيرا عن تضامنهم وتعلقهم بأرضهم.