افتتح مؤتمر الاستثمارات تحت عنوان "خطوة نحو تافوش " في مدينة ديليجان، في ارمينيا، برعاية وحضور رئيس حكومة ارمينيا نيكول باشينيان، وشارك في المؤتمر عدد من الوزراء والسفراء والمحافظين ورجال اعمال من عدة دول ، ومن لبنان حضر بدعوة رسمية محافظ البقاع القاضي كمال ابو جودة الذي كان له كلمة في المؤتمر ،كما واكبت سفيرة لبنان في ارمينيا السيدة مايا داغر الوفد اللبناني المشارك، كما شاركت "شركة مزارع غاردينيا" اللبنانية العاملة في ارمينيا ، جريا على عادتها السنوية في المؤتمر ممثلة بمديرها العام نقولا ابو فيصل.
نقولا ابو فيصل لفت بكلمته في المؤتمر، الى "ان ارمينيا بخير ولكنها تحتاج الى تعاون من الجميع في هاياستان والانتشار الارمني حول العالم لذا اقترح عليكم خلق نادي أصدقاء ارمينيا حول العالم وبالتأكيد سوف أكون عضوا في هذا النادي الذي يعمل فيه الأعضاء عمل الدبلوماسية الاقتصادية لجلب الاستثمارات وبتكلفة صفر لانه عمل تطوعي." وأشار الى ان " ما أقوله للسلطات اللبنانية أكرره هنا، لا استثمارات بدون أمان واستقرار، حافظوا على جيشكم والقوى الامنية والبوليس ولا تدعوا احدا يفرط في حقوقكم لان الاستثمارات سوف تغادر اذا لم يعد الامن متوفرا وهذا الامن واحد من اهم النعم في ارمينيا، ونحن نعاني حتى يومنا هذا من تأخير وانتظار اوقات طويلة للدخول الى ارمينيا في المطار لذا نقترح انشاء بوابة الكترونية خاصة بالمستثمرين على غرار دبي" مضيفا ان عليكم "تطوير الأرياف عبر المجالس البلدية وتثقيف المواطن بأن المستثمر هو صديق ولم يأتِ الى هنا ليأخذ ارضهم معه الى بلاده، فضلا عن العمل لتحسين الدعاية لارمينيا في الخارج، لأن بعضاً من ابناء الارمن يعتبرون هذا البلد مكاناً لقضاء العطلة الصيفية وليس للاستثمار ويتفاجأون حين يقرأون عن استثمارات كبيرة هنا ، فبعض سفراء ارمينيا في الخارج يجب أن يدركوا بأن تشجيع المستثمرين على القيام بإستثمارات في أرمينيا هو جزء هام في عملهم".
وختم بالاشارة الى ان "تافوش كما لبنان قد تكون منتجا هاما للصنوبر والفرصة متاحة لكم الاستفادة منها ، هلم نبني ارمينيا سوية، ودائما سوف أكون بتصرفكم نحو الافضل لهذا البلد الجميل ."
محافظ البقاع القاضي كمال ابو جودة رأى بدوره ان نحن بأمس الحاجة لمثل هكذا مؤتمرات في دولنا كافة لنهضة الاقتصاد. مشيرا الى ان في ما خصّ مذكرة التفاهم والتعاون بين محافظتي البقاع وتافوش، والتي سبق لصديقي محافظ تافوش أن أعلن عنها وعن بنودها، فأنه يهمني في هذا المجال أن اقول ان التعاون بين الشعبين الأرمني واللبناني بدأ منذ زمن طويل. وهو يعبـّر عن مدى عمق علاقة الأخوة التي تربط هذين الشعبين خصوصاً وأن المجتمع الأرمني الذي حضر الى لبنان عمل على الإنصهار مع المجتمع اللبناني بحيث أصبحا شعباً واحداً.
هذا على صعيد لبنان ككلّ، أمّا على صعيد محافظة البقاع، فإن خير دليل على روابط الأخوة هو بلدة عنجر التي تساهم في إغناء المنطقة من النواحي كافة، كما ان المجتمع الأرمني الموجود في محافظة البقاع لم يقدّم سوى الخير لهذه المنطقة، وهو عمل ولا يزال يعمل على إظهار الصورة الحضارية لأرمينيا وللشعب الأرمني.
أن محافظة البقاع غنية بطبيعتها وخصبة بأرضها وتشتهر بزراعاتها، كما هو الحال بالنسبة لمحافظة تافوش التي تشبه الى حد بعيد محافظة البقاع. مشددا على ان محافظة البقاع غنية بمواردها البشرية إذ أن أهلها يتمتعون بكفاءات علمية وبخبرات عاليه في عدة مجالات تقنية وغيرها، كذلك هو الأمر لمحافظة تافوش.
وأضاف ابو جودة ان المستثمرين في محافظة البقاع من صناعيين وتجار واقتصاديين ومزراعين وغيرهم مشهورون بحبهم لأرضهم وساهموا في رفع مستوى الاستثمارات في لبنان عموماً وفي المحافظة خصوصاً، الأمر الذي كان له الأثر الايجابي على صعيد الانماء وعلى صعيد الاقتصاد الوطني، هذا هو ما لاحظته أيضاً في محافظة تافوش ورأيت مدى التوق الى الوصول الى الأفضل.
ان مذكرة التعاون والتفاهم بين محافظتي البقاع وتافوش، في ظلّ هذه المعطيات، هي تجسيد وتكريس لتعاون وتفاهم بدآ منذ زمن طويل بين الشعبين اللبناني والأرمني وسيكون له أثر ايجابي على الأصعدة كافة، ويسرني القول أننا بدأنا بإتخاذ الإجراءات الرسمية التي تؤدي الى توقيع هذه المذكرة بين المحافظتين. وختم بالاشارة الى ان "فلنعمل معاً يداً بيد نحو مستقبل زاهر لأرمينيا ولبنان.