أكّد النائب فؤاد مخزومي أنّ "طرابلس هي بيته الثاني ويكن لها ولأبنائها كلّ التقدير والمحبة والاحترام"، لافتًا إلى أنّ "علينا أن نتوحّد من أجل هذا الوطن، فالسياسة تفرّق في بعض الأحيان، ولكن أتمنّى أن نصل إلى مرحلة توحّدنا السياسة بدل أن تفرقنا".
ونوّه في عشاء تكريمي أُقيم على شرفه في مدينة طرابلس، إلى أنّ "بصفتي نائبًا في البرلمان اللبناني، يعني أنا نائب عن كلّ لبنان، ومن واجبي أن أطلع على المشاكل الّتي يواجهها كلّ أبناء الوطن بشكل عام. وهدفنا من هذه الزيارة أن نتقرّب من زملائنا في المجلس ونعمل سويًّا بعيدًا من السياسة ومشاكل المنطقة، من أجل أن نحمل هموم الناس وننقلها إلى مجلس النواب لنتمكّن معًا من إعطائها حقّها".
وركّز مخزومي على "أنّنا ندرس الآن الموازنة، ونتمنّى من الحكومة الكريمة أن تكون واضحة في مجال العجز الحقيقي في الموازنة ليصبّ ذلك في مصلحتنا جميعًا، وأنا من الأشخاص الّذين أعطوا الحكومة الثقة"، مفسّرًا "أنّنا أعطينا الثقة، ليس لإنّنا معها أو ضدّها بل لأنّنا مررنا بفراغ ما يقارب التسعة أشهر، وكان الجو إمّا حكومة يمكن أن نحاسبها إن أخطأت أو ندعمها إن قدّمت مشاريع جيّدة للوطن أو الفراغ، لذلك كان خيارنا عدم الفراغ لأنّ الناس انتخبتنا من أجل تحسين وضع البلد لا الذهاب به إلى الهاوية".
وذكر أنّ "الموازنة ستمرّ ومعظم النواب مصرّون ألّا تمسّ الموازنة جيوب المواطن لأنّنا نعلم مصادر الهدر، ومن المفترض أن نلاحق جميعًا مصدر الهدر قبل أن نمس بجيوب الناس. فهل يا ترى سننجح؟ حقيقة لا أدري، ولكن أنا أعتقد أنّ هناك 80 صوتًا يمكن أن يمرّروا الموازنة؛ ولكن علينا واجب كنواب أن نخاف على المواطنين ونسأل الحكومة عن كيفيّة تنفيذ المشاريع بدون هدر أو فساد".
وأشار إلى أنّ "طرابلس تشكّل 15% من سكان لبنان، وفيها أكبر نسبة كثافة سكانية، لذا يجب علينا أن ننظر على مرّ السنين ماذا قدّمنا لهذه المدينة فعليًّا. هذه المدينة الّتي قدّمت خمسة رؤساء للحكومة، وكان هناك أهمّ مشروع والمتمثّل بمعرض رشيد كرامي الّذي يُعتبر واحدًا من 14 معرضًا في العالم بأهميّته". وبيّن "أنّنا مرّرنا في لجنة العلاقات الخارجية 86 مليون دولار كسلفة لتطوير المرفأ، ولكن هناك انعدام في التنمية للمواطن الطرابلسي. هذا ما يحزنني فعلا وسأقولها علنًا وبكل وضوح، لا يمكن نحن كملسمين أن نترك المنطقة الّتي تُعتبر العاصمة الثانية للبنان وأكبر مجموعة سكان مسلمين في لبنان أن نتعامل معها بهذه الطريقة".
كما تمنّى من الجميع أن "يضعوا أيديهم بأيدي بعضهم البعض من أجل طرابلس، ونتمنّى على أغنياء هذه المدينة أن يساهموا بمساعدة أبنائها وتنفيذ مشاريع حيويّة تنقذها من المحنة الّتي تمرّ بها". وأفاد بأنّ "مختلف مشاريع "سيدر" الّتي تبدأ بـ11 مليار دولار ستصل إلى 23 مليار دولار. هناك فقط 16% مخصّصة لطرابلس أي ما يقارب 320 مليون دولار، وهنا السؤال إن كنت أنا أعتبر أنّ طرابلس العاصمة الثانية، لماذا لا نعمل جميعًا كما عملنا من أجل مساعدة بيروت من أجل إنقاذ طرابلس؟".
وأعلن مخزومي "أنّنا سنفتح المصنع ونوظف آلاف الشبان فيه، ونحن نأمل أن نعمل معًا من أجلها. منطقة عكار بأهلها الطيبين يهمّهم أن يروا أنّنا نقف الى جانبهم، وهذا الأمر ينطبق على منطقة الضنية وكلّ منطقة في لبنان"، معربًا عن أمله أن "يبدأ السياسيون بالتفكير بجديّة بعيدًا من السياسة، وكلّنا شهدنا 8 و14 آذار أين أصبحوا عندما التفت الجميع إلى مصالحهم الشخصية. نتمنّى من الجميع أن يضعوا السياسة بعيدًا من الاقتصاد ونعمل من أجل أهلنا، وهذا الوطن".