في بيانهم الأخير الذي سبق تحركهم على الأوتوسترادات، أعلن العسكريون المتقاعدون أنهم سيقطعون الطرقات فجر الخميس في كل من خلده وشكا ضهر البيدر. ثم عادوا وسربوا الى وسائل الإعلام عشية التحرك، خبراً غير مخصص للنشر، وفيه أنهم وبالتزامن مع إعتصامات شكا وخلده وضهر البيدر، سيقطعون الطرقات أيضاً في ضهر الوحش وطبرجا. فعلياً لم يلتزم العسكريون المنقاعدون لا بالنقاط المعلنة ولا بتلك السرية، وقطعوا الطرقات في البرباره بدلاً من شكا وفي الناعمه بدلاً من خلده إضافة الى ضهر البيدر، التزموا بنقطة طبرجا السرية وألغوا قطع الطريق في بلدة ضهر الوحش. "لقد أردنا مباغتة السلطة والقوى الأمنية في آن معاً علماً أن القوى العسكرية والأمنية التي تواكبنا تؤيدنا ضمناً كوننا صوتها الصارخ وهي غير قادرة على الصراخ لأنها في الخدمة الفعلية" يقول عميد بارز من تجمّع العسكريين المتقاعدين، مؤكداً أن "من يعتقد للحظة أننا سنخرج من الشارع مسلّمين بالأمر الواقع الذي يحاول الأفرقاء السياسيون فرضه علينا في الموازنة، واهم ولا يجيد قراءة الأحداث والتطورات".
كلما شارفت لجنة المال والموازنة على الإنتهاء من مناقشة مشروع الموازنة الذي وصلها من الحكومة، كلما لجأ العسكريون المتقاعدون الى مزيد من التصعيد في تحركاتهم، وعيونهم على جلسة الهيئة العامة التي ستحسم في نهاية المطاف البنود والمواد الضريبية التي ستطالهم، وفي هذا السياق، تقول مصادر مطلعة إن الأسبوع المقبل سيكون حافلاً بالتحركات، على إعتبار أن لجنة المال ستنتهي من الموازنة مع نهاية الأسبوع الجاري، وهنا تكشف المعلومات أن متقاعدي المؤسسة العسكرية يسوّقون لتحرّكين من العيار الثقيل وذلك بعد تطويقهم مبنى الواردات التابع لوزارة المالية لثلاثة أيام، وقبله مبنى مصرف لبنان، التحرك الأول يهدف الى إقفال مطار بيروت لساعات وهذا يعتبر من الخطوط الحمر التي يصر المتقاعدون على تخطيها، والتحرك الثاني يهدف الى تطويق مجلس النواب في اليوم الذي ستنعقد فيه الهيئة العامة لإقرار الموازنة، وهنا تقول المصادر المتابعة لحراك العسكريين المتقاعدين، "ما حصل في تحرك قطع الطرقات بالأمس، قد يتكرر في التحركين المقبلين، وقد لا تكون وجهة التحرك في إتجاه المطار أو مجلس النواب، وكل الإحتمالات مفتوحة وواردة ويتخذ القرار بها عند لحظة التنفيذ".
حراك المتقاعدين العسكريين مستمر والى مزيد من التصعيد، وإذا كان هناك من يراهن على عدم قدرتهم على الإستمرار فهو لم يقرأ بالتأكيد جرعة الدعم التي تلقوها من البيان التي أصدرته قيادة الجيش عندما طلبت منهم فتح الطرقات أمام المواطنين معلنة تضامنها مع مطالبهم التي إعتبرتها محقة. ومن لا يعرف ماذا يعني قائد الجيش العماد جوزيف عون بالنسبة لهؤلاء المتقاعدين، لا يعرف شيئاً عن الوقع الإيجابي عليهم لبيان القيادة العسكرية، ولا يمكن أن يقدر الحماسة التي زرعها بيان "الجنرال" في نفوسهم.
حراكهم مستمر وأعدادهم سترتفع بعد دعم القيادة لهم، وليس لديهم أي شيء يخسرونه. حراكهم مبني على المفاجآت والهدف شطب المواد التي تطال العسكريين الحاليين والمتقاعدين من الموازنة، لا أكثر ولا أقل، ومن يحمّله أكثر من هذا التفسير سيثبت له التاريخ عكس ذلك.