ذكرت "الاخبار" ان "حزب الكتائب يعاني شرخاً تنظيمياً عززه تقديم موعد المؤتمر الحزبي في شباط الماضي قبل معالجة الثغَر الداخلية. والاختلاف الرئيسي اليوم بين من يعمل على إعادة لمّ شمل الكتائب، قدامى و"حردانين"، وبين رئيس الحزب سامي الجميل الذي يكيل بمكيالين في التعامل مع الذين كانوا يوماً قياديي الكتائب الرئيسيين".
والواضح أن النائب سامي الجميل غير مقتنع بالانفتاح على القاعدة الكتائبية القديمة والحالية، ولا هو مستعد لمحاورة من يختلف معه في الرأي. فخلال الاجتماع الأسبوعي للمكتب السياسي منذ نحو أسبوع، قال نديم الجميل ما يثبت ذلك. إذ يقول أحد أعضاء المكتب السياسي إن نائب الدائرة الأولى في بيروت اعترض على إصدار مجلس الإعلام في الحزب بياناً حول ما جرى خلال حفل تكريم الأمين العام السابق لحزب "الكتائب اللبنانية" إبراهيم ريشا من دون التواصل معه حتى أو اعتباره ممثلاً للكتائب وناطقاً باسمه. لذلك رفض الجميل البيان شكلاً ومضموناً، "لأن الكلام الصادر يوحي كأن الكتائب لم تكن ممثلة في الحفل، وفيه تهجم على 600 شخص بينهم كتائبيون قدامى وأعضاء حاليون في المكتب السياسي". الحادثة التي أثارها نديم الجميل تعود الى ما قبل نحو أسبوعين عندما كرّم النادي الثقافي في البترون، مؤسسه الأمين العام السابق في الكتائب إبراهيم ريشا بحضور رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والنائب نديم الجميل ورئيس هيئة الشورى في الحزب جورج شاهين والأمين العام السابق في الكتائب رفيق غانم، إضافة الى أعضاء في المكتب السياسي الحاليين والسابقين وبعض القياديين القدامى. يومها، تحدّث باسيل بإيجابية عن التجربة الكتائبية، مشيراً الى أنه ينبغي الحفاظ على التنوع مع تأكيده محاولات التيار الوطني الحر العديدة الانفتاح على الكتائب، من دون أن يلقى تجاوباً. فردّ عليه النائب نديم الجميل مباشرة قائلاً: "نشدّد على أنّ اختلافنا في الخيارات والسياسة لا يجب أن يكون حائلاً دون التفاهم (...)، لذلك مثلما مددت اليد الى الكتائب، نحن أيضاً مستعدّون لمدّ اليد للجميع من أجل مصلحة لبنان العليا".
وقد رفض نديم التعليق على الحادثة، مؤكداً أنه أفصح عما لديه في المكتب السياسي، مشيراً الى أنه يتابع نشاطه كالمعتاد في الأقسام والأقاليم "ومشروعي لملمة كل الكتائبيين والحردانين لإعادة تفعيل الحزب وخلق ساحة تواصل بيننا حتى لو حاول البعض وضع العصيّ في طريقي". وعن الخلل الذي أدى الى حرد البعض، يقول الجميل إنه نتيجة "سوء إدارة يمكن معالجتها اليوم بطريقة مختلفة لبناء جسر ثقة جديد بيننا حتى تشعر قاعدتنا بأن هناك من يحمي ظهرها وأن لديها مرجعية تلجأ إليها وحتى تعود الكتائب الى دورها السياسي الرائد".
أما المصادر المقربة من رئيس الحزب، فلا توافق على كلام نديم، مؤكدة أن "هاجس الكتائب اليومي هو السعي لاسترداد كل كتائبي ولو خرج منذ 40 عاماً، على أن يكون مقتنعاً بخط الحزب السياسي". ورات أن سامي الجميل نجح في إعادة الكتائب الى صلب الحياة السياسية، لكن خارج التسوية السائدة اليوم: "الكتائب وحدها معارضة ونحقق نتائج ممتازة. ربحنا 3 طعون ضد السلطة، وبات بيت الكتائب محطة ملزمة للكل على اعتبار أنه "قلب المعارضة".