بالتزامن مع إعلان السفارة الأميركية في أنقرة عن تصديق تعيين ديفيد ساترفيلد، سفيرا للولايات المتحدة لدى تركيا، قرر الوسيط الاميركي في ملفّ ترسيم الحدود البحرية والبريّة زيارة لبنان الثلاثاء المقبل، حاملا جواب اسرائيل حول هذا الموضوع، فهل تكون الزيارة اخيرة قبل إطلاق التفاوض، ام انها ستحمل إشارات سلبية تعيق هذا الملف مجددا؟.
تكشف مصادر سياسية مطلعة أن ساترفيلد اتصل بفريق عمل رئيس المجلس النيابي نبيه بري طالبا رؤيته الثلاثاء، فوافق بري، ما يعني أن الموفد الأميركي يحمل الجواب الحاسم الذي ينتظره لبنان، خصوصا وأن رئيس المجلس النيابي قد أبلغ الوسيط الاميركي بعدم نيته استقباله مجددا بحال لم يكن حاملا لأجوبة اسرائيلية حاسمة حول ما تطرحه بيروت، مشيرة الى أن دوائر عين التينة تنتظر الأجوبة، ولا تتحدث عن سلبيات بل على العكس تنتظر زيارة إيجابية قد تكون مقدمة لعقد اولى جلسات التفاوض.
إن هذا الواقع يتوافق مع ما يؤكده المحلّل السياسي جوني منيّر في حديث لـ"النشرة"، اذ يشير الى أن دوائر الأمم المتحدة في بيروت متفائلة بقرب إطلاق أولى جلسات التفاوض بين لبنان واسرائيل برعاية الامم المتحدة في الناقورة، لاجل ترسيم الحدود البرية والبحرية، وبحضور ممثلين عن الجانبين، وممثل عن الوسيط الأميركي.
ويضيف منيّر تعليقا على زيارة الموفد الأميركي المكلف بمهمة ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان وإسرائيل الأسبوع المقبل للبنان: "الكلام الظاهر او المعلن ان ساترفيلد اختفى او غاب عن السمع لأنّ الملف شائك والاجواء سلبيّة، ولكن ما تتحدّث عنه دوائر الأمم المتحدة يختلف تماما"، كاشفا أن معلومات منقولة عن دبلوماسي أميركي تشير الى أن المفاوضات ستنطلق بشكل رسمي خلال الأسابيع القليلة المقبلة، والتي قد لا تتجاوز الثلاثة.
عندما غادر ساترفيلد العاصمة بيروت بعد زيارته الاخيرة سادت معطيات سلبية حول تقدم التفاوض. يومها وبحسب المصادر السياسية فإن ساترفيد تعمّد إظهار "السلبيات" في إطار طريقته في التفاوض، مشيرة الى أن كلامه عن صعوبة التواصل مع من سيأتي بعده وضرورة موافقة لبنان على طروحاته، لم ينطلِ على المسؤولين اللبنانيين الذين اختبروا الطرق الأميركيّة والمجتمع الدولي، وتحديدا رئيس المجلس النيابي الذي تفاوض خلال حرب تموز مع الأميركي تحت النار وخرج "بانتصار" سياسي للبنان. وتضيف: "انتظر بري اتصال الموفد الأميركي، ولما طال الوقت أبلغه بأن لا نيّة مجددا لاستقباله الا بحال حمل الأجوبة الحاسمة، وها هو ساترفيلد يحطّ في لبنان الثلاثاء المقبل".
من جهته يرى منيّر أن ساترفيلد يتعمد أسلوب شدّ الحبال لتحقيق مكاسب اضافيّة ما أو لتمرير مطالب معيّنة، مشيرا الى أنّ كل وسائل التفاوض لديه، وإن استمرت لعبة شد الحبال في الزيارة المقبلة أيضا، لن تتغيّر حقيقة بوجود قرار بعقد اولى جلسات التفاوض خلال شهر تموز المقبل".
ترفض المصادر السياسيّة الحديث عن نتائج حاسمة الأسبوع المقبل، داعية لانتظار الموفد الأميركي وما سيحمله من جديد، الا أنها تعيد التأكيد على ثوابت لبنان في حصوله على حقه في البر والبحر وبالتوازي، ودون تحديد سقف زمني للتفاوض، الامر الذي انعكس مؤخرا على تصاريح المسؤولين الاسرائيليين، الذين تمسكوا بالفترة الماضية بتحديد سقف زمني هو 6 أشهر، وتحديدا في تصريح وزير الطاقة الاسرائيلي يوفال شتاينتز، الذي أعلن ان المفاوضات الحدودية بين لبنان واسرائيل، قد تنطلق خلال شهر، وقد تستمر بين 6 و9 أشهر لبلوغ توافق حول الحدود.
اذا، يعود ملفّ الحدود اللبنانية-الاسرائيلية برًا وبحرًا الى الواجهة مجددا، بظل توتر سياسي عسكري يلف المنطقة، فهل تنجح الوساطة الأميركية بإطلاق عجلة التفاوض؟.