نوّهت وزيرة الطاقة والمياه ندى بستاني، خلال مشاركتها في غداء في دارة النائب عبدالرحيم مراد في شتوراما، بدعوة من وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد، إلى "أنّني وصلت إلى هنا بعد جولة قمت بها اليوم في منطقة البقاع الغربي وجزء من زحلة، لأتفقّد عن قرب المشاريع المنفّذة وقيد التنفيذ وبخاصّة في قطاع الصرف الصحي، الّتي تنعكس بشكل مباشر على نهر الليطاني، شريان الحياة في سهل البقاع والجنوب وكل لبنان".
وأكّدت أنّه "يجب ألّا ننسى أنّ حوض الليطاني يشكّل 20% من مساحة لبنان، وحمايته واجب علينا كمسؤولين ومواطنين على حد سواء"، لافتةً إلى أنّ "قلبي يكبر عندما أرى بحيرة القرعون مليئة بالمياه وتفيض، ممّا يؤكّد يومًا بعد يوم أنّ خيار اعتماد السدود الّذي بدأ في خمسينيات القرن الماضي وأكّدناه في الاستراتيجيّة الوطنيّة لقطاع المياه وأقرّتها الحكومة سنة 2012، هو الخيار الصحيح في بلد مناخه كلبنان".
وركّزت بستاني على أنّ "هذه البحيرة الّتي فاضت هذه السنة، كما فاض سد القيسماني وسد شبروح وبحيرة اليمونة وبحيرة الكواشرة، نأمل بعد تنفيذ كلّ مشاريع الصرف الصحي وإزالة التعديات والتلوث الصناعي، بأن تعود كسابق عهدها سببًا للإنماء والسياحة والزراعة لا مصدرًا للأمراض".
وبيّنت أنّ "من ضمن جولتي اليوم، حزنت كثيرًا عندما رأيت مخيمات النزوح السوري المنتشرة على ضفاف النهر وكميّة التلوّث الكبيرة الّتي تسبّبها. ونحن في وزارة الطاقة والمياه مع "مصلحة الليطاني" نقوم بمجهود كبير لإزالة التلوث عن النهر، في انتظار الحل النهائي لمشكلة النزوح. علمًا بأنّ مشكلة النزوح لا تلوّث فقط نهر الليطاني، بل أثّرت أيضًا بشكل كبير على قطاع الكهرباء، إذ انّ النازحين يستهلكون أكثر من 4 ساعات تغذية في التيار يوميًّا، ويسبّبون أكثر من 300 مليون دولار خسارة في السنة فقط في قطاع الكهرباء".
وشدّدت على "أنّنا اليوم على مفترق جديد في قطاع الكهرباء: الخطة المحدثة الّتي بدأنا بتنفيذها منذ شهرين بعد ما وافق عليها مجلس الوزراء، وبدأنا نلمس نتائجها الإيجابيّة بخاصّة في موضوع خفض الهدر الفني وغير الفني ورفع التعديات بكلّ المناطق، الأمر اّلذي ساهم في تخفيض العجز في كهرباء لبنان في انتظار بناء المعامل الجديدة التي نحضر مناقصاتها". وأوضحت أنّ "بالتوازي مع هذه الورشة الكبيرة، أطلقنا تحديث الاستراتيجيّة الوطنيّة لقطاع المياه والصرف الصحي الّتي سينتج منها توصيات ولوائح في المشاريع بحسب الأولوّيات وبكلّ المناطق، ومن المؤكّد أنّ البقاع الغربي سيكون موجودًا في صلب هذه المشاريع. وقريبا أيضًا سنطلق خطة وطنية شاملة لإزالة التعديات عن كلّ المجاري المائية والأنهر في لبنان وليس فقط في الليطاني".
وأشارت بستاني إلى أنّ "مراد وأنا وكلّ الزملاء في تكتل "لبنان القوي"، نعمل على تحقيق هدف واحد وكبير هو النهوض في لبنان وإعادته من جديد إلى خريطة التقدّم والازدهار والخروج من الأزمة الاقتصادية. وفي هذا السياق نأمل كوزارة طاقة بأن يساهم قطاع النفط بهذه النهضة وبخاصة ان أعمال الحفر ستبدأ آخر هذه السنة".