توقّف "اللقاء الروحي الإسلامي- المسيحي" في صيدا والجوار، عقب اجتماعه الدوري في مقرّ دار الإفتاء الجعفري في المدينة بدعوة من مفتي صيدا والزهراني الجعفري الشيخ محمد عسيران، عند "ورشة المنامة" وما يتمّ التحضير له لإعلان "صفقة القرن" وهي صفقة تصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، استكمالًا لجعل القدس عاصمة الدولة الغاصبة إسرائيل".
ولفت في بيان، إلى أنّ "هذه الصفقة تهدف في ما تهدف إليه، إلى إلغاء حقّ العودة وضمّ الضفة إلى دولة الاحتلال وتوطين الفلسطينيين حيث هم"، مركّزًا على أنّ "هذه الصفقة المشؤومة ما كانت لتوجد أو يجرؤ الإسرائيلي أو راعيه الأميركي على الإعداد لها لولا حالة التخاذل والتهاون العربي المستمرين منذ نكبة 1948".
ورأى المجتمعون أنّ "إعلان القدس الشريف عاصمة للدولة الصهيونية لم يواجَه بالتصدي والفعل المطلوب لردع إسرائيل وأمريكا والدول الداعمة لها"، مؤكّدين أنّه "لا يمكن أن نواجه هذه الصفقة إلّا بالوحدة الإسلامية- المسيحية الّتي هي المدماك الأساسي في المواجهة لما تمثّله فلسطين والقدس من قدسية لدينا". ووجدوا أنّ "صفقة القرن" سيكون لها تداعيات كثيرة على لبنان، لا سيما فرض التوطين عليه بالرغم من الرفض الفلسطيني والإجماع اللبناني على رفضه".
وأهابوا بالمسؤولين "تعزيز التعاون والترفع عن الانقسامات لصون المصالحة الوطنية لمواجهة الأخطار الداهمة". كما توقّفوا عند "الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وما ينجم عنها من اضرابات تعمّ البلاد"، وشدّدوا على "وجوب عدم هدر المال العام والتدقيق في وجه الفساد وتفعيل المحاسبة والمساءلة لا سيما من قبل الأجهزة الرقابية والقضائية وهو المدخل السليم للمعالجة".
وأعرب المجتمعون عن استغرابهم "إثارة الحساسيّات الطائفيّة والمذهبيّة في بعض المناسبات وردود الفعل عليها، ممّا يهدّد السلم الأهلي والاستقرار"، مطالبين المسؤولين بـ"ضرورة الترفّع عن هذه الخطابات لآثارها السلبيّة على بنية المجتمع اللبناني". وطالبوا بـ"محاسبة مثيري الفتنة ومن يبثّون الأخبار الكاذبة".
كما توقّفوا عند "وضع الإدارة اللبنانية والحديث عن التعيينات الّتي يجب أن تكون وفقًا للكفاءة والجدارة، بعيدًا عن المحاصصة مع احترام حقوق الطوائف وفقا لما نص عليه الدستور اللبناني"، مؤكّدين "ضرورة عدم تهاون السلطات المعنيّة في ملاحقة تجار ومروّجي المخدرات بين صفوف الشباب وكانت مطالبتهم بمعالجة هذه الآفة الخطيرة التي تفتك بالشباب".
وعبّروا عن استنكارهم "الأحداث اّلتي جرت في منطقة عاليه"، معربين عن أسفهم لـ"سقوط ضحايا"، ودعوا إلى "وأد الفتنة وإلى تهدئة النفوس ليبقى لبنان بلد العيش المشترك والسلم والمحبّة".