علمت صحيفة "الحياة" أن "جلسة المجلس الأعلى للدفاع التي إلتأمت برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، كانت من المرات القليلة التي تلامس الظروف السياسية للقرارات الأمنية التي يتخذها، على رغم أنه لم يتعمق فيها، لكن المشاورات التي جرت بموازاة مناقشات اجتماع مجلس الدفاع، شملت إسداء نصيحة إلى وزير الخارجية جبران باسيل بوقف زياراته إلى المناطق اللبنانية التي تسبب ردود فعل سلبية، وأنه طُلب إليه عدم زيارة مدينة طرابلس المقررة يوم الأحد المقبل".
ورجحت مصادر موثوقة لـ"الحياة" أن يلغي باسيل محطة طرابلس، مشيرة إلى أن "الرئيس عون انحاز إلى النصيحة بإلغائها، طالبا من باسيل تجميد زياراته، خصوصا أن ظروف حادث الشحار الغربي أدت إلى استنفار قوة أمنية كبيرة ساعدت على خروجه من بلدة شملان قبل حصول الاشتباك المسلح". وذكرت المصادر أن قياديين في "التيار الحر" يميلون إلى وجوب وقف تحركات باسيل نظرا إلى الانعكاسات التي تتركها على الوضع السياسي العام في البلد.
وكشفت المصادر عن أن "النصيحة بأن يتوقف باسيل عن القيام بالزيارات المناطقية التي تتخللها استعراضات سياسية وأمنية في المواكب التي ترافقه، ويترتب عليها مشاكل واحتجاجات على طريقة دخوله إلى هذه المناطق، جاءت في سياق التأكيد أن رئيس "التيار الوطني الحر" ليس مضطراً لخوض معارك "قبل 3 سنوات من استحقاقها".
وقالت مصادر معنية بوقائع اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الذي سبقه خلوة بين الرئيس عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، لـ"الحياة" إن التباين بدأ قبيل بدء الاجتماع حين حصل سجال بقي محدودا بين باسيل ووزيرة الداخلية ريا الحسن، إذ أن الأول عاتبها على تصريح أدلت به حول الحادث الأمني في الجبل حين دعت إلى "عدم القيام باستنتاجات مسبقة" ردا على اتهامات حول الحادث. وأوضحت المصادر أن الحسن رفضت ملاحظته وردت عليه.