في الوقت الذي كان فيه أبناء المنية ينتظرون معالجة أزمة النفايات التي تتفاقم في المدينة، جاء الإعلان عن سقوط مجلسها البلدي ليزيد من تعقيد الأمور، خصوصاً أن المنافسة كانت بين أبناء الفريق السياسي نفسه، أي تيار "المستقبل"، في حين دخل النائب السابق كاظم الخير على الخط، نتيجة خلافاته مع التيار التي بدأت منذ تاريخ الإنتخابات النيابية الأخيرة، بعد أن قرر "المستقبل" عدم تبني ترشيحه.
في تفاصيل ما حصل، تكشف مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، أن الخلاف بدأ نتيجة سقوط الإتفاق السابق على رئاسة البلدية، بين الرئيس ظافر زريقة ورئيس إتحاد بلديات المنية عماد مطر، حيث كان الأخير يطالب بأن يتسلم رئاسة البلدية بعد مرور 3 سنوات على الإنتخابات البلدية والإختيارية الأخيرة.
ضمن هذا السياق، توضح المصادر نفسها ان النائب السابق الخير خرج بورقة من عدة نقاط، أعلن فيها أنه سيدعم المرشح الذي يلتزم بها سواء كان زريقة أو مطر، حيث يملك التأثير على 5 من أصل 19 عضواً في المجلس البلدي، مع العلم أن عدد الأعضاء الكامل هو 21، لكن بعد صدور نتائج الإنتخابات تم إسقاط عضوية نبراس علم الدين، ابن شقيق النائب عثمان علم الدين، نظراً إلى أنه انتخب عضواً أيضاً، لكنه تقدم لاحقاً بالإستقالة بعد أن قرر الترشح للإنتخابات النيابية، التي خاضها على لائحة "المستقبل".
في هذا الإطار، تشير هذه المصادر إلى أن زريقة، الذي لم يكن يملك إلا خيار الموافقة على الورقة التي تقدم بها الخير، قرر، بالإضافة إلى 9 أعضاء آخرين، أن يكونوا ضمن جبهة واحدة، في مقابل جبهة أخرى تضم كل من عماد مطر، علي محيش، مصطفى الدهيبي، زين الماروق، مصطفى علم الدين، خليل قليمة، محمد المصري، أنور الغزاوي وعمر شميط.
الجبهة الثانية من الأعضاء، تضم الذين قرروا الإلتزام بقرار "المستقبل"، بالرغم من ان بعض الأسماء على الجبهتين تدور في فلك التيار نفسه، وقد قرّر هؤلاء الإستقالة، نظراً إلى أن زريقة والخير كانا يضمنان الأغلبية التي تخولهما إعادة الثقة بالأول (10 أعضاء من أصل 19) في حال إنعقاد أي جلسة في هذا الإطار، وفي حين كان لافتاً، بحسب ما تؤكد المصادر المطلعة، سرعة البت في الإستقالات، تشير إلى أن البلدية تنتظر اليوم قرار وزارة الداخلية والبلدية، الذي يقضي بحلّ مجلسها البلدي، وبالتالي تسليمها إلى القائمقام في المنية-الضنية رولا البايع، مع العلم أن الإستقالات قدمت في الوقت الذي كان بعض الأعضاء يعيدون إنتخاب زريقة من جديد.
من وجهة نظر هذه المصادر، هذا الواقع يدفع إلى السؤال عن الطريقة التي سيدير فيها "المستقبل" الخلاف بين أنصاره في المرحلة المقبلة، لا سيما إذا ما تقرر إجراء إنتخابات بلديّة في المدينة التي كانت تعتبر من أبرز معاقله، خصوصاً أن ظروف المواجهة باتت مختلفة، بعد أن بات الخير من المنافسين له، وهو سبق له أن خاض الإنتخابات النيابية على لائحة برئاسة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، مع العلم أنّ الإنتخابات في المدينة يغلب عليها عادة الطابع العائلي أكثر من السياسي.