اعتبر النائب السابق فادي الأعور أن ما حصل في الجبل يوم الأحد الماضي هو نتيجة نوعية النظام القائم الأقرب الى "كونفدرالية الطوائف"، لافتا الى اننا نعيش في ظل دولة محاصصة ودولة طوائف ودولة المغانم وسرقة الناس، وهو ما أدّى ويؤدّي للمشاكل التي نتخبّط فيها سواء من حيث التسيّب الأمني أو العجز بالموازنة أو الديون المتراكمة، وهو مشهد يدفع ثمنه اللبنانيون.
ورأى الأعور في حديث لـ"النشرة" أنه "طالما مجموعة الطوائف التي تلتقي لترسّم الحدود في ما بينها، هي التي تحكمنا بغياب الانتماء الوطني، سنبقى بعهد القطعان البشريّة التي تنتمي لزعامات طائفيّة ومذهبيّة"، مشيرا الى ان هذا "النظام لا يولّد الا الحروب والمآسي". وقال: "المشهد الذي شهدناه يوم الأحد في الجبل سبق لنا أن شهدنا الكثير منه، ولا حلّ الا بتحويل لبنان الى دولة حقيقيّة ترتكز على الانتماء الوطني".
وردّا على سؤال، أشار الأعور الى ان ما حصل سببه المحاصصة الماليّة بالدرجة الاولى، خاصة أنه يتزامن مع ما يُحكى عن تفاهمات بين مختلف الجهات حول حصتها من مشاريع وأموال "سيدر". وقال: "قتل المواطنين وقطع الطرقات يتمّ حاليا على قاعدة تناتش الحصص بين القوى السياسيّة. ويُخطىء كثيرا من يعتقد أنّ هذا الكباش الحاصل هو نتيجة خلاف حول مشروع ما أو رؤية وطنيّة".
وتوجّه الأعور لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون قائلا: "آن الأوان ليتحوّل لبنان من دولة المزرعة الى دولة الانسان"، معربا عن تخوّفه من تجدد المشاكل سواء في الجبل أو غيره لأنّ هذه الطبقة السياسية لا تولّد الا المشاكل والأزمات، ومن سقط يوم الأحد وسيسقطون هم ضحايا الاقطاع السياسي.
واستهجن الأعور اللغّة التي يعتمدها البعض وبخاصّة لجهة الحديث عن بوابات للمناطق، مشدّدا على ان لا بوابات بوجه أيّ من اللبنانيين، لافتا الى انه اذا كان هناك من سيمنع الناس من دخول الجبل، فلا شك انه سيُمنع من دخول المتن وكسروان وغيرها من المناطق. وقال: "من المعيب الحديث بهذا المنطق. انا لست مع الرأي الذي يمثله (وزير الخارجيّة جبران) باسيل ويعبر عنه في خطاباته، لكنني لا شك ضد من يتحدث عن بوابات للمناطق".
وأسف الأعور لكون كل الشعارات التي تمّ رفعها في المرحلة الماضية سقطت اليوم، وبخاصة بموضوع مكافحة الفساد الذي لا يزال مستشريا في كل مؤسسات ودوائر الدولة، معتبرا ان "ما يحصل هو مكافحة الناس لا الفساد من خلال زيادة الضرائب لسدّ عجز الموازنة". وقال: "لم نرَ احدا يقترب من الفاسدين الحقيقيين الذين نهبوا البلد وأوصلوا الخزينة للعجز الذي ترزح تحته. هؤلاء لا زالوا يحكمون البلاد والعباد ويقتلون الناس ويقطعون الطرق بوجههم". وختم بالقول "هذه الطبقة ككل اثبت فشلها وهي باتت تحدد أمن وحياة الناس".