اشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده إلى أننا "نعيش في عالم يتخبط في الرذائل، التي يرينا إياها الشيطان شهية، على مثال ما فعل مع آدم وحواء عندما صور لهما أن ثمرة الشجرة المحرمة "جيدة للأكل، وأنها بهجة للعيون وشهية للنظر"، معتبرا ان "من هذه الرذائل، شعور الإنسان بأن التنافس لذيذ، إذ يمنحه الأمل في البقاء، كما أن "البقاء للأقوى" في شريعة الغاب. ولذلك، كثرت الحروب في عالمنا ومنها حروب دموية، حروب ثقافية، حروب إثنية، وغيرها من أنواع الحروب التي يشنها الإنسان إثباتا للذات، للأنا".
وفي كلمة له خلال حفل تخريج طلاب مدارس أبرشية بيروت الأرثوذكسية إعتبر عودة أنه "لا بد أن نذكر حربا بشعة يشنها إنسان اليوم على نفسه قبل الآخرين، أعني حربه على الطبيعة"، مشيرا الى ان "بيئتنا اليوم تحتضر، لأن التنافس بين البشر أصابها في الصميم، فاقتلعت الأشجار وغرس مكانها الإسمنت الذي يدر أرباحا أكثر، وأنشئت المعامل وتضاعفت السيارات وكثرت القمامة وغطت الملوثات وجه الأرض، وحلت مكان الغابات والحدائق، فغزا التصحر كوكبنا وارتفعت حرارة الأرض وتغيرت طبيعتها، فانقرضت نباتات وأنواع كثيرة من الطيور والحيوانات، وكثرت الجراثيم حتى اعتلت صحة الإنسان، وهو ما زال غير مبال بما تقترف يداه".
ولفت عودة الى أننا "في لبنان نجهل، أو نتجاهل الوضع، بل نمعن في الإساءة إلى البيئة بواسطة مشاريع تنعكس سلبا عليها وعلى صحتنا، كإنشاء المرامل والكسارات والمطامر أو المحارق، حتى أصبح بلدنا في طليعة البلدان من جهة نسبة التلوث والإصابة بالأمراض الخبيثة. ويبشروننا بإقامة محرقة في بيروت، ضاربين عرض الحائط صحتكم، صحة أبناء بيروت، أولادكم".