أكّد الوزير السابق أشرف ريفي "أنّنا نحتاج لبعض الوقت كي تهدأ النفوس، فما شهدناه في الأيام الماضية كان بالغ الأهميّة والخطورة وله تأثيراته وتداعياته"، مبيّنًا أنّه "لا بدّ للحوار من أن يبدأ، وهذا ما يسعى إليه بعض الوطنيين من سُعاة الخير الّذين لا يريدون للأمور أن تتعاظم في لبنان".
وركّز في حديث تلفزيوني، على أنّ "حزب الله" وحلفاءه يملكون أكثر من نصف عدد الوزراء في الحكومة، ما يعني أكثر من "الثلث المعطِّل" وعمليًّا هم يملكون القرار ويستعملون لغة التهويل والإستفزاز واللاوطنية الّتي يجيدونها، وقد تابعنا جزءًا منها خلال زيارة أحد الوزراء الى منطقة حسّاسة جدًّا ولها حسابات معيّنة".
وأبدى ريفي استغرابه لـ"هذه الزيارة الإستفزازيّة، ووصفها بأنّها "سياحة فتنويّة" قام بها شخص مستجدّ على الساحة السياسيّة وهو من حديثي النعمة السياسيّة"، لافتًا إلى أنّ "رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط مستهدف منذ تشكيل هذه الحكومة بحرمانه من حصة حكوميّة وإلزامه بشريك درزي معه فيها، علمًا أنّه يمثّل أكثر من سبعين بالمئة من الكيان الدرزي في لبنان". ونوّه إلى أنّ "بالمقابل، هم قاموا بمحاولات حثيثة لحرمانه من تعيينات ومن أيّ خدمات من الدولة".
وشددّ على أنّ "ما يحصل هو استهداف من المحور السوري الإيراني لوليد جنبلاط". وذكر أنّ "الكيان الدرزي هو كيان وطني وسيادي في لبنان بالإضافة لكونه كيانًا عروبيًّا بتاريخه وحاضره ومستقبله"، داعيًا "الجهات السياديّة الّتي كانت رمزًا لانتفاضة ثورة الأرز 2005"، بأن "لا يتخلّوا عن جنبلاط ولا عن خطّه الوطني العروبي فعندما يؤكل، سيؤكل الثاني والثالث".
وأوضح أنّ "الفريق الآخر يستهدف كلّ الكيانات السياديّة الّتي تعمل خارج إطاره"، مشيرًا إلى أنها "فرصة لإعادة لمّ شل هذه القوى ووليد جنبلاط هو في طليعة السياديين، ويجب علينا دعمه وحماية حِراكه كونه يشكّل ركنًا أساسيًّا فيها في لبنان والعالم العربي على حدٍّ سواء".
وحذّر ريفي من أنّه "يجب أن نكون متنبهين يقظين وألّا ننام على حرير وكأنّ الأمور انتهت عند هذا الحد". ووجد أنّ "الفريق الآخر يحاول أن يأكل غريمه ولو قضمةً قضمة ويعمل على تكرار هذه الحادثة في بيئة سياديّة أخرى، وهو يعتبر نفسه منتصرًا ولا يزال منتشيًا بغروره وبِوَهم قوّته، ظانًّا منه أنّ باستطاعته أن يأكل الآخرين أو أن يشلّ من حركتهم".
كما رأى أنّ "بيئة "حزب القوات اللبنانية" قد تكون مستهدفة وبيئتنا نحن أيضًا، فالجانب الآخر يحاول أن يضع يده وبشكلٍ شبه كامل بخاصّة بعد التطورات الإقليميّة الأخيرة على القوى السياديّة الّتي لا تزال خارج نطاق قبضته"، مشيرًا إلى أنّه "لطالما كان جنبلاط خط دفاع أول عن الحركة السياديّة في لبنان والعالم العربي، فعلينا الحذر من أيّ محاولة تطويق أو إستفزاز".
وعن من هو المستفيد من أحداث الجبل، أفاد بأنّ "الدولة هي المتضرّر الأوّل ورأينا اليوم عرض قوّة لمشهد بعض الوزراء، وبدوا وكأنّهم يقولون لرئيس الحكومة سعد الحريري نحن نملك القرار التعطيلي لحكومتك، ونحن من يقرّر إذا كان هناك من جلسة لمجلس الوزراء أم لا". وشدّد على أنّ "الحريري أخذ الأمر بنَفَسٍ إستيعابي وهو يعي ماهيّة هذه الرسالة، وأؤكد بضرورة الحذر من أن نؤكل فرادى بحسب التطورات السريعة في المنطقة".
وتوجّه ريفي إلى الحريري ورئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع وكلّ القوى السيادية وللمستقلين فيها، بالقول "أنتم مستهدفون، عودوا لتحالفكم الأساسي ولا تفرحوا بالتحالفات الجديدة". وحول أنّ ما حدث هو "حرب إلغاء"، ذكر "أنّنا شَهدنا محاولات عدّة لإلغائه والحدّ من قدراته الخدماتيّة الشعبيّة، ولكن بيئة إخواننا من بني معروف الدرزية متماسكة جدًّا والإختراقات التي حصلت من قِبل "سرايا المقاومة" سابقًا فشلت".
وعن التلميحات لضغوط سياسيّة يتعرض لها الجيش اللبناني، وجِّه "تحية لقائد الجيش فهو شخص متزن جدًّا، إنّما هناك مراكز قوى في الجيش لصالح الفريق الآخر قد تُستخدم ضد وليد جنبلاط . وهناك من سبّب بالمشكلة ولا نستطيع أن نتهم من يدافع عن كيانه وعن وجوده". وركّز على أنّ "وليد جنبلاط يحترم الجيش وقيادته ورهاننا كبير عليه وعلينا ألّا نأخذ بالجيش باتجاه خاطىء وغير متوازن عبر دفعه للقيام بمداهمات وتوقيفات معينة من قٍبل السلطة الحالية".