افاد مراسل "النشرة" في صيدا، ان التنقيبات الجارية في موقع "الفرير" الاثري، الكائن في محلة "الشاكرية" في المدينة، والتي أدّت الى إكتشاف 171 مدفنا خلال 21 عاما، كشفت هذا العام عن مدفن محفوظ بطريقة جيدة جداً.
وأعلنت رئيسة بعثة المتحف البريطاني المشرفة على اعمال التنقيب في موقع الفرير الأثري في صيدا كلود ضومط سرحال، ان هذا المدفن يحتوي على رجلين محاربين دفنا على جانبيهما الأيمن ويعود تاريخه الى القرن التاسع عشر قبل الميلاد، موضحة ان "السلاح الموجود في المدفن عبارة عن خنجر بثلاثة مسامير، بينما تم وضع حزام برونزي بعناية بالقرب من الهيكل العظمي".
ولفتت الى ان "هذا الخنجر البرونزي لم يستعمل كأداة عسكرية، بل على الأرجح إتخذ كرمز مرتبط بالوضع الإجتماعي للنخبة التي ينتمي إليها المتوفي، ومن الواضح أن مثل هذه المدافن كانت تمجد الأعمال البطولية لهؤلاء المحاربين، وهي ظاهرة تشهد عليها بداية الألفية الثانية قبل الميلاد"، مشيرة الى ان "وجود الحزام والخنجر جنباً الى جنب مع جميع القطع الأثرية الأخرى المكتشفة على مر السنين سيتم عرضها في الطابق الأول في متحف صيدا".
يذكر ان تنقيبات هذا العام قبل اشهر، كشفت عن وجود بقايا 25 هيكلا عظميا وتبين أنهم لجنود قتلوا خلال معركة في القرن الثالث عشر، بعدما تمكن فريق من الباحثين من معهد "ويلكوم سانجر" بريطانيا" من استخلاص الجينوم الكامل من الحمض النووي لتسعة بقايا هياكل عظمية وتحليل بصمتهم الوراثية بمقارنتها بآلاف العينات من جميع أنحاء العالم، فاكتشفوا أن ثلاثة من الجنود التسعة كانوا اوروبيين، أربعة كانوا لبنانيين وشخصين كانا خليطا من الاوروبيين والسكان المحليين.