رأى العلامة السيد علي فضل الله فب كلمة خلال احياء مؤسَّسات العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، الذكرى السنوية التاسعة لرحيله، باحتفال جماهيري حاشد أقيم في قاعة الزهراء في حارة حريك، بحضور النائب حكمت ديب ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان المفردة الأولى لمسيرة السيد المرجع، هي خدمة الانسان التي أردناها ان لا تكون وظيفة ودور منوط بنا وبمؤسساتنا فقط ، انما ثقافة تنموية عامة. لتتوفر سبل العيش الكريم بلا مساومة على الكرامة ..فمعنى أن تكون إنساناً كما أطلقها السيد «هي أن تعيش إنسانيتك في إنسانية الآخرين..» طامحين الى اليوم الذي نرى فيه هذا الشعار هو شعار الحكم والدولة ان ترى انسانيتها ومبرر وجودها باحترام إنسانها، بعيداً عن طائفته ومذهبه وموقعه السياسي، وتؤمن له حقه بمتطلبات حياته من دون ارتهان او ابتزاز او انقياد او مصادرة لقراره ورأيه..
وأضاف، أما المفردة الثانية من قاموس عملنا هي الوحدة: التي نادى بها السيد فضل الله في مختلف الظروف والتحديات والمحطات المؤلمة وغيرها هو لم يتخل عنها وكانت من آخر وصاياه مؤكدا أن الوحدة بالنسبة لنا ليست شعاراً للاستهلاك او للتورية او للمسايرة او لمؤتمرات إبراء الذمة أو للاعلام، انما هي فرض وفريضة، سنُسأل عنها يوم نقف للحساب بين يدي الله ، فلا نفرط بأي عنصر قوة تجمعنا مع الآخر في التوجه والدين والمذهب والوطن. وعناصر القوة ما أكثرها ..هي نقاط مضيئة وموجودة ان اردنا البحث عنها، ولكن للأسف تطمسها ارادات الفتنة ودعاة التفرقة وشق الصفوف.
واضاف ان يخال المرء في الأزمات ولشدة التشويش ان لا شيئ يجمع المسلم بالمسلم الآخر ولا المسلم بالمسيحي ولا ابن هذه المنطقة من الوطن مع تلك، كل هذا لا يعني عدم التنكر للاختلاف انما القبول بالتنوع مع فتح أبواب الحوار البناء العاقل والمنتج لا الحوار العقيم المرير.
وأكد السيد علي فضل الله ان لا مكان لخطاب الاستفزاز والتوتير في لغتنا، نعم للغة تتفهم الآخر وتزيل المخاوف والحواجز وتقرب البعيد وتقصّر المسافات، وترأب الصدع، فنجني حلاوة الوحدة كالبنيان المرصوص والسد المنيع أمام المحاولات الحثيثة لإضعاف مجتمعنا وشرذمته والفتنة دائما كانت السلاح الأفتك لضرب عناصر القوة والاطاحة بانجازات تحرير الأرض وبإحباط مخططات الاعداء من التكفيريين والمستكبرين..
وختم بالاشارة الى مكانة فلسطين في وجدان السيد، فالسفيرة الأممية الدكتورة سلوى غدار يونس التي اعتبرها أنها تختصر كل قضايا العدل والحرية وحقوق الانسان فكانت هاجسه طوال حياته، كتب لفلسطين فكراً وشعراً وأدباً وأصدر لأجل نصرتها الفتاوى ووقف مع المقاومة لأجلها.. وقد كانت آخر كلماته: لن يهدأ لي بال حتى تعود فلسطين إلى أهلها.