أكّد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، أنّ "لبنان يعيش في ظروف ضاغطة اقتصاديًّا واجتماعيًّا وتوترات أمنيّة، نحن في غنى عنها، وكل ذلك يستدعي من الجميع تغليب لغة العقل والإرشاد على ما عداها من لغة الحرب والشحن والشحن المقابل، الّتي ما حملت لشعبنا إلّا الحروب والخراب والدمار".
ودعا خلال حفل تكريم أقامه على شرفه رئيس رابطة مخاتير صيدا الزهراني، هادي يوسف، إلى "العمل سويًّا على عبور هذه المرحلة الصعبة، وننهض بوطننا ونسلّمه لأبنائنا معافى، وهذا لا يتحقّق إلّا إذا اقتنع الجميع بالترفّع عن الأنانيّات والمصالح الذاتيّة، لأنّ استمرار الدولة وللأسف بهذا المنحى الانحداري على المستويات السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة وحتّى الأخلاقيّة والأمنيّة، ستكون له انعكاسات كارثيّة تطاول الجميع؛ ولا يظنّنا أحد أنّه سيكون بمنأى عن تداعياتها".
وتمنّى اللواء ابراهيم على الجميع "التنازل لمصلحة الوطن، لأنّه أهمّ بكثير من التمسّك بالمصالح الشخصيّة والحزبيّة والفئويّة على حساب الوطن، أو الدخول بمشاريع تشتم منها تغليب العنف، ومن أيّ مصدر كان، لتؤثّر على استقرار البلد وسلمه الأهلي؛ فالنتجية الحتميّة ستكون ضياع الوطن والشعب معًا".
وركّز على أنّ "ما يُطرح اليوم وتحت عناوين مختلفة من الخوف من المستقبل والمصير، أو ما يسمّيه البعض هواجس لا يعني غير وضع لبنان في دائرة الخطر الحقيقي، الّذي لا يستجلب سوى الحرب الّتي خبرها اللبنانيون في مراحل دامية، من ثمّ ما لبثوا أن اقتنعوا أنّ لبنان لا يكون إلّا بتعدّده الثقافي وتنوّعه الحضاري واختلافه. هذا الاختلاف على ما قال رئيس الجمهورية ميشال عون اليوم، هو نعمة وليس نقمة، هو أكثر من حظ، هو عصب الحياة، ولولاه لما تقدّمت الإنسانيّة، ولما عرفنا أي ابداع، والمهم هو طريقة إدارة الخلاف، هذا الخلاف وكيفيّة التعاطي معه".
وشدّد على أنّ "باختصار، لن يكون لبنان نموذجًا كما نريد إلّا إذا خرجنا من الطائفة إلى الوطن، ومن الطائفيّة إلى المواطنة، ولن يكون لبنان كما نريد إلّا إذا خرجنا من انغلاقنا وتمسّكنا بديننا وأخلاقنا وقيمنا الّتي هي وحدة".
كما خصّ ابراهيم الوفد الفلسطيني المشارك في التكريم بتحية خاصة، منوّهًا إلى أنّ "الوفد الفلسطيني حيث فلسطين معنا في ترحالنا اين رحلنا، ولا بدّ لهذا الترحال ان ينتهي بالقدي باذن الله".
وذكر أنّ "ثقافة التكريم تعكس حرص اصحاب الدعوة على المحافظة على شعلة نشاطهم الاجتماعي الخلّاق، وعلى تثبيت حالة الوئام والوفاق والعيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد. هذه الأمور عمل عليها الإمام المغيب السيد موسى الصدر، من أجل توحيد كلمة اللبنانيين جميعًا ومن كل طوائفهم، فجال على القرى اللبنانية، وسعى إلى إنهاء أي فتنة مذهبيّة، ممّا انعكس إيجابًا على مستوى التعايش الإسلامي- المسيحي، ليصبح نموذجًا يحتذى في كلّ العالم".