مرّت قضية النفايات بمحطات عديدة منذ إقفال مطمر الناعمة وفكّ عقود سوكلين، وآخرها كان حين إمتلأت الشوارع بالنفايات وكان الحلّ وقتذاك اللجوء الى المطامر في البحر لمعالجة هذه الأزمة... وقبل حوالي عشرة أشهر برز مشروع ضخم أعدّته بلدية بيت مري لإنشاء معمل لمعالجة النفايات في وادي لامارتين يستوعب 400 طن، وكان هو الاساس الذي فجّر الخلاف في البلدة، فأدى تحرّك الأهالي وفعاليات المنطقة الى دفنه...
مشروع معمل جديد
اليوم وبعد مضي أشهر على طيّ صفحة المعمل المذكور، يعود الكلام عن مشروع معمل جديد يحضّر له على مقربة من الحالي لفرز النفايات في بيت مري. وبحسب مصادر مطلعة في بلدية البلدة المذكورة فإن "المشروع لا يزال قيد الدرس، وطبعاً نتحدث هنا عن معمل يستوعب كميّات أقل من المشروع القديم ويصل الى حدود مئة طن من النفايات"، لافتةً الى أننا "نبحث عن أرض لإنشاء المعمل عليها وستكون على الاغلب في مشاع بيت مري".
أزمة في الافق؟
بدوره الخبير البيئي زياد أبي شاكر المسؤول عن معمل النفايات في بيت مري يشير الى أن "الحالي يستوعب 20 طنا من القُمامة في اليوم وهو يعالج نفايات بيت مري المتنية وبلدتي قرطاضة والقصيبة وهما على حدودها لجهة بعبدا"، شارحاً في نفس الوقت أن "ما نسعى للقيام به هو تكبير المعمل الموجود، خصوصاً وأن أزمة جديدة تلوح في الافق مع إقفال مطمر برج حمود لمعالجة نفايات البلدات المجاورة، ولكن المشكلة أن الارض الحاليّة ليست صلبة، وبالتالي لا تسمح بالتوسِعة. من هنا اضطررنا للبحث عن خيار جديد وهو اللجوء الى إنشاء معمل جديد للمعالجة".
لامارتين من جديد؟!
"في الأزمة السابقة استقبلت بلدة بيت مري على مداخلها نفايات العديد من البلدات المتنية المجاورة لها، وحتى لا يتكرر المشهد اليوم، هناك مسعى لإنشاء معمل لفرز ما لا يقل عن خمسين طن في اليوم تأتي من بلدات كبرمانا وعين سعادة اللتان تجمّعت نفاياتهما عند مداخل بيت مري في الازمة السابقة". هذا ما يؤكده أبي شاكر، لافتاً الى أن "بلدية بيت مري والبلديات المجاورة لها يسعون لإيجاد تلك الأرض، والتنسيق لوضع المشروع على السكّة الصحيحة لمجابهة الأزمة المقبلة في حال حدوثها".
بدورها أكدت مصادر مطّلعة على الملف أن "الخيار الأبرز لبناء المعمل سيرسو على أرض في وادي لامارتين على الحدود مع بلدة قرطاضة، هذه الأرض كانت تحتوي في وقت سابق على كسّارات".
إذاً مشروع إنشاء معمل جديد للقُمامة في بيت مري يُحضّر له على نار حامية، ويبقى السؤال: هل سيسلك طريقه بسلاسة هذه المرّة أم سيصطدم بالعقبات التي اصطدم بها سابقاً فيتوقف أيضاً؟!.