تظاهر مئات الطلاب الجزائريين وسط العاصمة مطالبين برحيل رموز النظام وإجراء انتخابات رئاسية ورفع القيود عن الحريات العامة، وعبروا عن رفضهم للحوار الذي دعا إليه الرئيس المؤقت للبلاد عبد القادر بن صالح.
وردد الطلاب، خلال التظاهرات التي شهدت تواجدًا أمنيًا، هتافات تطالب بإطلاق سراح سجناء الرأي، على رأسهم المجاهد لخضر بورقعة، أحد أبرز قادة حركة التحرر الوطني، والذي خصّه الطلبة بتحية وإشادة خلال المسيرات التي جابت أرجاء العاصمة.
ووجه الطلاب رسائل عدة لرئيس الدولة عبد القادر بن صالح مفادها "نرفض فتوى المجلس الدستوري التي تمدد لابن صالح إلى حين انتخاب رئيس جديد للجزائر. لقد دخلنا اليوم مرحلة الفراغ الدستوري باسم الدستور الذي تدافع عنه السلطة".
وتُعتبر مسيرات الطلاب كل ثلاثاء، تقليداً دأب عليه الحراك الجزائري، وبحسب مراقبين فإن الطلاب يمنحون نفساً جديداً للحراك بين كل جمعتين، من خلال ابتكار شعارات وطرق تعبير جديدة، ينشرها الشعب بشكل أوسع خلال مسيرات الجمعة.
يذكر أن الجزائر يشهد حراكًا شعبيًا غير مسبوق منذ 22 شباط الماضي بدأ برفض ترشح الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، ونجح الحراك في حمل بوتفليقة، في الثاني من نيسان الماضي، على الاستقالة، وتولى منذئذ رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح رئاسة الدولة مؤقتا. بحسب الدستور.
وفي الأول من حزيران الماضي، أصدر المجلس الدستوري" محكمة دستورية" قرارا يقضي بإلغاء الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في الرابع من تموز نظرا لغياب مرشحين للمنصب، وتمديد عهدة ابن صالح التي كان من المفترض أن تنتهي، بحسب الدستور، في التاسع من تموز الجاري.
وبفعل تواصل الحراك في الشارع الجزائري تسارعت الإجراءات القضائية ضد رجال أعمال ووزراء وشخصيات نافذة من المحسوبين على نظام الرئيس السابق على رأسهم شقيقه ومستشاره السعيد بوتفليقة ورئيس الوزراء السابق أحمد أو يحيى، والأسبق عبد المالك سلال.