أكد السيد علي فضل الله خلال اجتماع للقاء التشاوري لملتقى الأديان والثقافات والمنسقية العامة لشبكة الأمان للسلم الأهلي والمركز الثقافي الإسلامي اجتماعه الدوري في قاعة المركز الثقافي الإسلامي في بيروت "ضرورة تحصين الوحدة الإسلامية والوحدة الوطنية في مواجهة الفتن المذهبية والطائفية والسياسية المتنقلة التي تفتك بأمتنا، ولا تزال تستهدف بلدنا لبنان، بفعل إراداتٍ خارجيةٍ، وللأسف تلتقي بوعيٍ ومن دون وعيٍ بإراداتٍ داخليةٍ لا تريد لهذا الوطن الاستقرار، وهو ما يتطلب لمواجهته أقصى درجات الوعي، لوقف هذا التدهور، واستنهاض البلد مجدداً، ليعود عنواناً لتلاقي الأديان والطوائف والمذاهب والثقافات وتعايشها، وعلامةً فارقةً تؤكد قدرة الدين على إغناء حياة الإنسان والمجتمعات بكلّ قيم التواصل والرحمة والمحبة على قاعدة العدل الذي لا تستقيم من دونه الحياة".
ولفت إلى ان " السيد محمد حسين فضل الله دعا إلى استعادة الدين أصالته وتنقيته مما أدخل إليه"، معتبراً أنَّ "الدين في مفهومه وجوهره عدل ورحمة وتسامح ومساواة لا يعرف تعصباً ولا يميز بين الناس"، داعياً إلى "الحوار الجاد الذي من خلاله نستطيع إزالة الكثير من التوترات والالتباسات والتشوهات، عندما يعرف كل طرفٍ حقيقة ما هو موجودٌ عند الآخر وهو يظهر بقوةٍ مدى القواسم المشتركة في الأديان والمذاهب، ويزيل أيّ هواجس ومخاوف، أو يساهم بعدم حدوثها، كما أنه بالتأكيد يترك نتائجه على الأرض تكاملاً وشراكة وعملاً ويقطع الطريق على أكثر من فتنةٍ تتربص بنا".
ورأى أن "التراكمات المذهبية والتاريخية والسياسية تعمل على إحداث قطيعةٍ وصلت إلى حدّ أن يكفّر الناس بعضهم بعضاً، بحيث تحوَّلت المذاهب إلى أديانٍ متناحرةٍ لا يجمع أي رابطٍ في ما بينه. وقد ساهم في تكريس القطيعة هذه الأنا المذهبية المتضخمة هنا وهناك، وتحت عناوين شتى، وتغييب الروح الإيمانية العقلانية، وإلى جانبها اتجاهات التطرف المذهبي، والتي للأسف تتصدر المشهد الإعلاميّ لتسوّق للكراهية والحقد والتباعد ولمقولات التكفير التي تبرر القتل وكلّ ألوان الجريمة".