شدد الوزير السابق ايلي ماروني على وجوب معالجة ما حصل في الجبل بسرعة نظرا لحساسية واقع الجبل وحرصا على السلم الأهلي، لافتا الى ان الشروط والشروط المضادة لا تنفع في هذه المرحلة وتهدد بانفلات الأمور من جديد والوصول الى ما لا يُحمد عقباه، داعيا للتعالي واعطاء الأولوية لمصلحة لبنان على ما عداها من مصالح، لأن وضع البلد وصل الى مرحلة الانهيار التام سواء اقتصاديا او ماليا او سياسيا، ولم يعد هناك الا الوضع الامني الذي يمكن اعتباره مريحا نوعا ما، لذلك يتوجب الحرص على نجاح المساعي القائمة لعدم انهياره ايضا.
واعتبر ماروني في حديث لـ"النشرة" أن حالة البلد الراهنة لا تحتمل أيّ هزّات من أيّ نوع كانت، فمن يتعمّق بالوضع يدرك مدى خطورته. وقال: "يُشتمّ مشروع لاسقاط الحكومة، وما حصل في الجبل احد وجوهه، كما ان العقوبات الأميركيّة التي فُرضت على نواب في حزب الله تحدّ آخر تواجهه الحكومة، ليبقى السؤال: هل ستبقى الحكومة على قيد الحياة؟ خاصة وان تأجيل جلساتها ينعكس سلبا على الوضع الاقتصادي"؟!.
وردا على سؤال عن الفريق الذي يسعى لاسقاط الحكومة، رأى ماروني ان كل طرف حاليا يغني على ليلاه، فاجتماع 11 وزيرا في مقرّ رسمي وتغيبهم عن جلسة مجلس الوزراء شكّل سابقة كما ان تهديد وزراء "التقدمي الاشتراكي" بالانسحاب من الحكومة يطرح علامات استفهام حول ميثاقيّة الجلسات، خاصة اذا قرر حلفاء للتقدمي التضامن معه والانسحاب ايضا من مجلس الوزراء.
وتطرّق ماروني للعقوبات الجديدة التي فرضتها الادارة الاميركيّة اخيرا على حزب الله والتي طالت نوابا، وقال: "لو سمعوا كلامنا كحزب كتائب منذ البداية وساروا باقتراح القانون الذي جلنا به على كل الكتل للمطالبة بالحياد كممر الزامي لاستقرار لبنان، لما كنا وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم". واعتبر أنه لو استمرت طاولة الحوار بالانعقاد وتم التمسك باعلان بعبدا، لكانت الامور تتّخذ منحى آخر، مشدّدا على وجوب العودة الى الحوار وصيغة لبننة لبنان، والا فان العقوبات كما نسمع ستتمدّد وستطال حلفاء حزب الله الذي يشكّلون السلطة اللبنانيّة الحاليّة. ودعا "للتعاطي بكثير من التروي مع الملف وتحييد لبنان عن الصراعات لأننا اصلا اليوم في مرحلة انحلال وذوبان الدولة".
وردّا على سؤال عن السجال الجديد الذي نشأ بين "القوات" و"الكتائب" وخلفياته، أشار ماروني الى ان المواجهة والخلافات السياسية بين الحزبين مستمرة منذ فترة طويلة نتيجة اختلاف في وجهات النظر حول كيفية مقاربة عدد من الملفات، مشددا على "أهمية الالتزام بوقف السجالات التي تضر الحزبين، خاصة وان في المنزل اللبناني الواحد هناك قوات وكتائب وآخر ما نريده نقل الخلافات الى البيت الواحد، على أمل أن نتجه الى الحوار من جديد ويتم تذليل الصعبوات والعقوبات التي تحول دون استعادة علاقات طبيعية بين الحزبين اللذين لطالما كانا على مر التاريخ قريبين من بعضهما البعض".