أكد وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، خلال ترؤسه اجتماعا حول إنشاء اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار، أن "المشروع الذي أطلقه رئيس الجمهورية ميشال عون في الأمم المتحدة القاضي بإنشاء اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار في لبنان اصبح ملحّا في هذا التوقيت بالذات، حيث بلغ الصراع في العالم مستويات عالية جداً من العنف نتيجة الارهاب وعدم احترام الرأي الآخر وحق الاختلاف".
وشدد جريصاتي على أن "لبنان سائر في طريق إنشاء هذه الاكاديمية، ولا يوجد أية عوائق في هذا الخصوص، متوقعاً اقرارها في الجمعية العامة للامم المتحدة خلال دورتها العادية القادمة او قبل انعقادها اذا أمكن، حيث سيترأس رئيس الجمهورية وفد لبنان، ومن ثم يتبلغ هذا القرار من الجمعية العامة على ان تعتبر هذه الوثيقة من وثائق الامم المتحدة".
بعد الاجتماع، اعتبر جريصاتي أن "نبذ العنف هو من متطلبات المرحلة وأن لبنان اختبر التعايش بين الحضارات والاديان والثقافات، علماً أن هذا الاختبار لم يكن دائماً سعيداً، وقد مررنا جميعًا في ظروف صعبة وفي ظروف سعيدة، ولكن في كلا الحالتين كانت الكلمة الفصل للوحدة الوطنية، لأن العيش المشترك كما تسميه وثيقة الوفاق الوطني كان دائماً يتغلب على الصعاب والصراعات، وإن اتخذت هذه الصراعات طابعا من الحدة غير المسبوقة في بعض الحالات ووصلنا الى حافة حروب اهلية او حروب الآخرين على أرضنا وتمكّنا بفعل وحدتنا وبفعل هذا الوطن الرسالة وفق ما أسماه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، تمكّنا من استعادة العافية. وبالتالي هذا الدور التاريخي الذي يريده فخامة الرئيس للبنان هو دور لا يمكن إلا أن يرتكز على مثل هذه الاكاديمية التي هي جامعة للحوار وللتلاقي ولعقد المؤتمرات وللتقارب بين الثقافات والبلدان والاديان والاثنيات ولقبول الآخر".
وأوضح أن "الافكار والملفات كانت جاهزة وقد تقدمنا بها من الدول الصديقة التي سوف تعود الينا بتواقيعها او ببعض ملاحظاتها إن وجدت على مشاريع الاتفاقيات ونحن سائرون على طريق إنشاء الاكاديمية ومبادرة رئيس الجمهورية في هذا السياق هي مبادرة طيبة وإن دلت على شيء فهي تدل على هوية لبنان ودوره ورسالته في ارساء مثل هذه الثقافة، ثقافة السلام والحوار في هذه المنطقة من العالم لا بل في العالم أجمع".
وكشف عن أن "الدول التي اجتمعنا مع ممثليها اليوم تمثل عيّنة من الاجوبة التي وصلتنا خطياً وهناك أجوبة أخرى وصلتنا شفهياً تعبّر عن الدعم الكامل لمبادرة فخامة الرئيس ولذلك بادرنا بطلب من فخامته الى عقد الاجتماع في القصر الجمهوري لبعثات هذه الدول اولاً لشكرها وثانياً لحثها على الاستمرار في دعم هذه المبادرة وفي توقيع هذه الاتفاقيات بين لبنان وبينها لانشاء الاكاديمية، مؤكداً عدم وجود اية عوائق في هذا المجال"، مشددًا على أن "هذه المبادرة تدل على شيء واحد في ظل هذه الظروف ان لبنان الموجود على تماس مع براكين المنطقة والحلول الآتية، والتي بدأت بوادرها بصفقات تسمى بصفقة القرن وغيرها وما قد يطرأ من تغيير حدود او ما شابه، دوره اليوم أكثر من اي وقت مضى هو رسالة للتلاقي والحوار، لأن الرئيس عون يعتبر أن التلاقي والحوار هما لازمتان للديموقراطية وللعيش السلمي، وهذه المبادرة تأتي في الوقت الأنسب في هذا التوقيت بالذات لإرسال مثل هذه الرسالة والتأكيد أن لبنان لا يحارب الارهاب فقط على الحدود الشرقية وعبر القضاء على الخلايا النائمة، وأنه ليس فقط ازمات اقتصادية ومعيشية واجتماعية بل هو بلد رسالة ابدي سرمدي، وأن الاكاديمية سوف تدل على هذا المنحى الوجودي للبنان".