أكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب محمد نصرالله، أن "الكيان الصهيوني والرؤى التي أنشئ عليها، مخالفة لمنطق التاريخ والاجتماع البشري والمنطق السياسي في المنطقة، بالرغم من الظروف التي خدمتها، ومنها: التخاذل العربي والتآمر الدولي على القضية الفلسطينية، لكن دلت الأيام على أن كل المؤامرات، التي صيغت من أجل تعزيز الكيان الصهيوني، على حساب هذه الأمة، ساقطة، ومنها: الشرق الأوسط الجديد، الربيع العربي والآن صفقة القرن، التي ولدت ميتة، من خلال ما جرى في البحرين، إذ يكفي أن الفلسطينيين أجمعوا على رفض صفقة القرن، وهذا يشير إلى أن محور المقاومة يتقدم ويتنامى في المنطقة، ليؤكد ما أكده سماحة السيد حسن نصرالله مؤخرا، وهذا ما نؤمن به إيمانا مطلقا، منذ أن أنشأ الإمام موسى الصدر "أفواج المقاومة اللبنانية ـ أمل" لقتال العدو الإسرائيلي، والرؤيا التي أنشئ عليها هذا الكيان، مؤمنون بأمل إزالة إسرائيل، وإسرائيل إلى زوال".
وخلال استقباله وفودا شعبية وتربوية ورؤساء اتحادات بلدية وبلديات ومخاتير وفاعليات من البقاع الغربي وراشيا، في مكتبه في بلدة سحمر في البقاع الغربي، اوضح نصر الله أن "هذه المقاومة ستنمو أكثر فأكثر، ووضعت حدا عام 2006 للتفوق الإسرائيلي وحققت الانتصارات على العدو الإسرائيلي، وما قبله بدأ من شباط 1984 التي نقلت لبنان من العصر الإسرائيلي إلى العصر العربي، من خلال إسقاط اتفاق 17أيار وصولا إلى الانسحاب الإسرائيلي من شمال صيدا إلى جنوب صور، وصولا إلى التحرير الناجز عام 2000، باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني المحتل من قرية الغجر، وصولا إلى عام 2006 وإذا السبحة تكر".
وشدد على "أننا نؤيد نظرية أن عصر الانتصارات قد بدأ والهزائم الإسرائيلية قد بدأت، وبالتالي من يتابع بدقة مواقف القادة الإسرائيليين المعنيين بالحرب، في منطقة الشرق الأوسط، يدرك بدقة وهدوء بأن إسرائيل تتجنب الحرب على لبنان، بألف دليل ودليل، ومنها: "السياج الذي تبنيه على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، فالإسرائليون متخوفون من دخول المقاومة، ففي الحرب القادمة يتوقع الإسرائيليون وكما أعلنت المقاومة، ستكون الحرب في ساحة إسرائيل وليس في ساحة المقاومة".
ولفت الى أن "الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وضع أرقاما، بأن المقاومة تتقدم في القتال والسلاح والنوعية والتخطيط، وأن أهداف المقاومة في قلب إسرائيل، أصبحت نقاط ضعف لإسرائيل أمام المقاومة وتطورها في أي مواجهة قادمة بينها وبين العدو، فنحن متفائلون جدا جدا في المستقبل القريب والبعيد في قضية الصراع مع هذا العدو وأن الغلبة ستكون لمحور المقاومة".
وعن دعوة السيد نصرالله، العرب والخليجيين، إلى "الاصطياف كون الموسم هذا العام سيكون واعدا"، أشار الى أنه "أتت هذه الدعوة من خلال القناعة الراسخة بأن إسرائيل لن تجرؤ على حرب على لبنان، فإسرائيل أضعف من أن تشن حربا على لبنان. من هنا، لا نرى حربا قادمة مع إسرائيل، وبالتالي، لبنان مدعو لأن يكون حاضرا ومنفتحا على استقبال السياحة العربية والخليجية والأجنبية"، متمنيا أن تكون "الحكومة جاهزة لاستقبال السياح وتأمين البنية اللوجستية، التي تستوعب السياح المفترض أن يحتضنهم لبنان".
وعن عودة الحكومة إلى الإلتئام، رأى أن "الحكومة موجودة واقعا، ولا يوجد ما يهز كيانها، بالرغم من المحطات التي تمر بها البلاد، وأن من يظن، أن هذه المحطات ستؤثر على سير الحكومة وبقائها، باتت هذه المحطات في طريق المعالجة النهائية، من خلال حكمة اللبنانيين لمواجهة كل التحديات، فالحكومة باقية وستلعب دورها، والأيام القليلة القادمة ستقر موازنة 2019، التي لن تكون على قدر حلم اللبنانيين والإتيان بالمن والسلوى، لكنها ستقضي على نظرية الانهيار الاقتصادي، لكن لن تحميه على المدى البعيد من الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، إلا إذا آمنت الحكومة الحالية وكل الطاقم السياسي الموجود، بضرورة ركوب مركب التخطيط ووضع رؤيا بتنمية الاقتصاد الوطني في الصناعة والزراعة والسياحة والخدمات وغيرها، والإقلاع عن الارتجال في إدارة الشؤون العامة في الدولة، الذي هو أسلوب، دمر البلد اقتصاديا واجتماعيا وإداريا، هذه الفوضى الإدارية في البلد، آن الأوان للذهاب إلى التخطيط"، مطالبا باستحداث "وزارة التخطيط للبنان، وهي من أوجب الموجبات للبنان في المستقبل، فلنذهب لبناء وطن قادر على أن يعيش".