حصلت "الأخبار" على وثيقة مسرّبة تتضمّن كتاباً من الرئيسة المشتركة في الهيئة التنفيذية لما يُسمى "مجلس سوريا الديموقراطية" إلهام أحمد، يفوّض رجل الأعمال الإسرائيلي موتي كاهانا تمثيل المجلس في جميع الأمور المتعلقة ببيع النفط السوري في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الكردية بدعم من قوات الاحتلال الأميركي.
وبيّن الكتاب أن الجهة المُرسل إليها هو رجل الأعمال الإسرائيلي، موتي كاهانا، رئيس جمعية "عماليا" المعروف أنها كانت تستخدم الغطاء الانساني لإعداد الأرضية اللازمة لإقامة"«منطقة آمنة" في الجنوب السوري تنفيذاً لأجندة استخبارية إسرائيلية، وذلك عبرَ نسج علاقات ودية مع الجماعات التي كانت مسيطِرة هناك. وتوسّع نشاطها في إطار "تعزيز الجسور القائمة بين إسرائيل والشعب السوري والثورة السورية" في محافظة إدلب، حيث سعت إلى إقامة مدرسة تستوعب 90 طفلاً سورياً و15 معلماً، من أجل "تغيير مفاهيم الأجيال السورية تجاه إسرائيل". سيرة "عرّاب تهريب عدد من اليهود السوريين، واستعادة القطع الأثرية اليهودية القديمة"، كما تُعرّف عنه مواقع إسرائيلية طويلة، تبدأ من تجنيده عملاء في سوريا ولبنان، ولا تنتهي عند كونه عمل في سلاح الجوّ التابع للجيش الإسرائيلي، ووثيق الصلة بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية وباللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة.
الكتاب الموجّه إلى كاهانا من "مجلس سوريا الديموقراطية" يُعتبر، وفق ما يرد، "رسالة رسمية تؤكّد القبول بأن تمثّل شركته المجلس في جميع الأمور المتعلّقة ببيع النفط المملوك من قبله، وذلك بموافقة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية". ويُضيف الكتاب: "إننا نقدّر إنتاج النفط بأن يُصبح بحدود 400 ألف برميل يومياً، فيما هو اليوم بمعدل 125 ألف برميل"، مع "إعطاء كاهانا حق استكشاف وتطوير النفط"، محدّداً سعر البرميل من 22 إلى 35 دولاراً.
خلاصة هذا الكتاب، لو ثبتت صحته، أن أصحاب الخط الأميركي ــــ الإسرائيلي في الحركة الكردية السورية يعملون بالتوازي مع المشاريع الأخرى التي تحارب ضد الدولة لمنعها من استعادة سيطرتها على كامل أراضيها ومقدراتها، وهم يسعون إلى استرضاء أميركا وإسرائيل بكل الوسائل، في سبيل تنفيذ مشروعهم الانفصالي، فيما تستفيد إسرائيل منهم لتنفيذ مخطط تقسيم سوريا بعدما فشلت رهاناتها في تحقيق ما كانت تهدف إليه لضرب العمود الفقري لمحور المقاومة في المنطقة، وقد باتت أكثر تمسكاً بهذا المخطط مع تعاظم هذا المحور.