لفتت النائب عناية عزالدين في كلمة لها خلال لقاء بعنوان "الواقع والتحديات أمام رائدات الأعمال الصغيرة والمتوسطة" ضمن المرحلة الثالثة من مشروع "التمكين الإقتصادي للنساء"، إلى أن "كل الشكر على الفرصة التي منحتموني اياها لأكون معكم هنا في عكار، الارض الخيرة، الممتلئة عطاء وجمالا، النابضة بالحياة الكريمة وبسواعد وهمم اهلها وناسها الطيبين. عكار المنطقة اللبنانية المتميزة بجمالها الطبيعي سهلا وجردا وثروة مائية، من خلال الانهار التي تجري فيها".
واعتبرت ان "التنوع في عكار يتجلى ايضا في تعايش ابنائها من مختلف الطوائف والمذاهب. وهم الذين لم يبخلوا يوما بالدفاع عن لبنان وكانوا وما زالوا من اهم روافد جيشنا الوطني وقواتنا المسلحة بالرجال، جنودا وضباطا، مقدمين التضحيات فداء للبنان في مواجهة العدو الاسرائيلي والارهاب التكفيري على حد سواء"، مشيرةً إلى أن "عكار وللاسف تبقى منسية محرومة بفعل سياسات اقتصادية خاطئة اسقطت العديد من المناطق اللبنانية، وخصوصا الاطراف الحدودية منها شمالا وشرقا وجنوبا عن الخريطة الانمائية. لقد ارتكزت هذه السياسات على الاقتصاد الريعي بدلا من الاقتصاد المنتج، فأصيب القطاع الزراعي باضرار جسيمة ادت الى ضموره وعدم قدرته على الصمود. وكان من نتائج ذلك، ان تشكلت موجات النزوح الداخلي نحو المدن ونشوء الاحياء الفقيرة المهمشة، وكذلك سعي العديد من الشباب والرجال الى الهجرة بحثا عن مصادر رزق وحياة كريمة. فيما تعاني اعداد متزايدة من شبابنا وشاباتنا من البطالة وعدم توفر فرص العمل الامر الذي يشكل ضغوطا متزايدة على الاسرة اللبنانية القلقة على المسقبل في ظل الواقع الاقتصادي الحالي. من هنا تبرز اهمية ومحورية النشاط الذي نحن بصدده".
وأشارت الى انه "حركة مساعدة ومساهمة في تخفيف هذه الضغوط وفتح افاق جديدة من خلال تمكين النساء لانجاز مشاريع اقتصادية متناسبة مع الامكانيات المحلية المتوفرة، ومن دون الحاجة الى الرساميل المالية الضخمة، وهذا ما يؤمن فوائد جمة ابرزها اولا، مدخول مالي مساعد في الاسرة. ثانيا، تثبيت الاسرة في مناطقها وقراها. ثالثا، تعزيز الروح الانتاجية وتطويرها. رابعا، الاعتماد على الذات في معالجة الظروف المالية الصعبة ومصاعب الحياة، وخامسا، خلق فرص عمل محلية وذاتية. ومع كل ذلك بث الروح الايجابية في المجتمع عموما ولدى النساء خصوصا، وصناعة الامل لديهن بالقدرة على التغيير والصمود وتحدي ظروف الحياة الصعبة".
وأضافت عزالدين "من هنا من عكار، اوجه دعوة الى الحكومة اللبنانية لايلاء الاهتمام المناسب بالشرائح الاجتماعية المختلفة وخصوصا النساء، عبر تبني مشاريع هادفة الى تمكين المرأة من مختلف الصعد واعتبار هذا التمكين جزءا من استراتيجية شاملة للتنمية المستدامة والشاملة. ولاننا على يقين ان كل العلاجات الحالية للأزمة الاقتصادية لا تبدو الا تأجيلا للانهيار وتسكينا للوقائع المؤلمة، وعلى الرغم من ذلك، فإن الجهود المبذولة ضرورية وهامة. فما يجري من تقليص في نفقات الدولة ومن معالجة مكامن الهدر، مسائل لا بد منها للحفاظ على ما تبقى من امل. الا ان ذلك لن يكون كافيا ولا يمكن ان نسميه علاجا دون اعادة رسم السياسات الاقتصادية برمتها ومن دون التحول الجدي نحو تعزيز القطاعات الانتاجية وفي مقدمتها القطاع الزراعي".
واكدت ان "تنمية عكار تبدأ بذلك. فعكار لا تنقصها الامكانيات، لا في اهلها وناسها ولا في ارضها ومياهها، بل ينقصها اهتمام الدولة المغيب والغائب عنها. وبصراحة كاملة، ان مقولة قيام الدولة وبنائها لا تستقيم الا بعودة عكار وباقي المناطق المحرومة الى عقل وقلب وروح الدولة بكامل مؤسساتها"، مشيرةً إلى أنه "بحديث القلب وانا ابنة الجنوب المقاوم الذي كان ولا يزال يحتفظ بذاكرة الحب والامتنان لعكار الابية التي واست الجنوب والجنوبيين وفي كل مراحل مقاومة الاحتلال وساندته، ليس فقط بالموقف والكلمة والمشاعر النبيلة، بل بالدماء الزكية. عكار لم تبخل بالتضحية لاجل تحرير الوطن ومقارعة المحتل، فارتقى شهداء كثر من هنا، من هذه الارض على ارض الجنوب. وما هذا الا دليل وحدة الهدف والشعور والقيم. اقول لكم، لن نسمح لاحد بان يفرق او يباعد بيننا، فنحن اهل واحبة وسنبقى كذلك دوما، نحافظ على هذه الروابط والعلاقات. همكم همنا وشجونكم شجوننا".