لفتت "الاخبار" الى انه "بعد سنوات من المماحكة بين الأميركيين ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ممثلاً لبنان في مشروع بدء مفاوضات غير مباشرة مع العدو الإسرائيلي لترسيم الحدود البرية والبحرية، ارتأى رئيس الحكومة سعد الحريري، بضغطٍ من مستشار الرئيس الاميركي جاريد كوشنير، إحالة الملفّ على مجلس الوزراء.
وذكرت ان الحريري وضع الرئيس ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل وبري وحزب الله في صورة الاتصالات الأخيرة مع كوشنير. وعلمت "الأخبار" أن بري لا يزال عند الشروط التي حدّدها إجماع الرؤساء، والتي على أساسها فشل الاتفاق على بدء المفاوضات، وأن أياً من مواقف العدو لم تتغير. وعلى هذا الأساس، يتّخذ بري وحزب الله موقفهما المبدئي بالتمسك بالشروط، خصوصاً بعد الوصول إلى الاقتناع بأن الأميركيين لا يريدون في هذه المرحلة من مبدأ التفاوض إلا تحييد الساحة اللبنانية عن تطورات المنطقة. أمّا عن موقف عون وباسيل، فلا يبدو أنهما في وارد السير بطرح الحريري.
وأكدّت مصادر متابعة لموقفهما أنهما أقرب إلى موقف بري من طرح الحريري، لافتةً إلى "مواقف باسيل خلال زيارته للجنوب أول من أمس حول التمسّك بالحقوق".
من جهتها، أكّدت مصادر غربية مطلّعة لـ"الأخبار" أن مبادرة نائب وزير الخارجية الأميركي دايفيد ساترفيلد صارت في موت سريري، لأن نائب وزير الخارجية الأميركي سينتقل قريباً إلى تولّي سفارة بلاده في أنقرة، وأن البديل، ديفيد شينكر، يحتاج إلى أشهر قبل قدرته على البدء بالتحرك في ملفّ من هذا النوع. إلا أن المصادر أشارت إلى أن "الخلفية التي يتعامل بها الأميركيون مع هذا الملف، عدا عن ملف النفط، هي السعي لإبعاد لبنان عن التوتّر الإقليمي، خوفاً من تحرّك حزب الله في حال وقوع أي تطورات في الصراع الأميركي ــ الإيراني".