ركّز مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، الّذي عرض قرار وزارة العمل المتعلّق بالعمال والمؤسسات الفلسطينية والإجراءات الناتجة منه، مع وفد من تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا والجوار زاره في مكتبه في دار الإفتاء، على أنّ "صيدا كانت وما زالت من خلال تربيتها وتراثها وتاريخها، تقف مع القضية الفلسطينية بكلّ أبعادها في البعد الوطني وفي مقدّمته حق العودة ورفضها للتوطين، وفي الحقيقة إنّ الشعب الفلسطيني أيضًا يرفض التوطين".
وشدّد على أنّ "صيدا كانت وما زالت وستستمرّ في موقفها مع الأخوة الفلسطينيين في حقّ الحياة، في حقوقهم المدنية في حقّهم في العيش بكرامة الحياة. من حق هذا الشعب أن يتداوى وأن يتعلّم ويعمل ويتوظّف"، سائلًا: "ماذا يريدون منه؟ إلى ماذا وإلى أين يدفعونه؟ هذا سؤال في هذا الوقت بالذات مع هذه الوقفة الوطنية الكبيرة المتلاحمة بين الشعب اللبناني والشعب الفلسطيني في رفض ما يُسمّى "صفقة القرن".
ولفت سوسان إلى أنّ "ما تمّ اتخاذه من قرار وإجراءات من وزارة العمل هو أمر مرفوض، ونتمنّى على من بيده الأمر ومن هو مسؤول ومن خلال الحوار وهيئة الحوار الوطني اللبناني- الفلسطيني، أن يصلوا إلى حل وأن نحرص جميعًا على حقوق الفلسطينيين في كرامة عيشهم وفي كرامة وجودهم في لبنان"، منوّهًا إلى أنّ "ما جرى ويجري أعتقد أنّه أمر يحتاج إلى معالجة سريعة".
وأكّد أنّ "الأخوة الفلسطينيين يرفضون التوطين كما نرفضه، ويحرصون على العودة كما نحرص عليها، وهذا أمر أعتقد أنّه لا يختلف عليه اثنان من الفلسطينيين". وتوجّه إليهم بالقول: "احرصوا على وحدة الموقف الفلسطيني الموحّد بكلّ فصائل وتنظيمات وهيئات ومؤسسات وجمعيات الأخوة الفلسطينيين، وليكن القرار قرارًا حرًّا وطنيًّا مستقلًّا للأخوة الفلسطينيين، ونحن معه. وهذه المدينة لن تتخلّى عن الشعب الفلسطيني وعن قضية فلسطين وعن الوقوف الى جانب حقهم في العودة وفي قيام دولتهم وعاصمتها القدس الشريف".