اشارت صحيفة "ديلي تلغراف" في مقال بعنوان "حان الوقت لإنهاء عضوية تركيا في حلف الناتو"، الى إنه في الأعوام الستة عشر منذ تولي رجب طيب اردوغان سدة الحكم في تركيا، اظهر أنه يجيد التلاعب بالمواقف في تعامله مع الغرب. ورأت أن اردوغان يتلاعب برغبة أوروبا في الحفاظ علاقات وثيقة مع دولة تعتبرها ذات أهمية جيوسياسية كبيرة لتحقيق أجندته الخاصة وهو على ثقة أن أوروبا ستسعى دائما للحفاظ على صلات ودية مع أنقرة.
واوضحت الصحيفة البريطانية، أنه في الوقت الذي كانت الأولوية القصوى لأوروبا هي التصدي للجماعات الإسلامية المتطرفة مثل القاعدة وتنظيم "داعش"، استمر اردوغان في دعم الجماعات الإسلامية، مثل الإخوان المسلمين. وذكرت إنه وردت تقارير عن أن تركيا تدعم جماعات موالية للقاعدة في الحرب الأهلية في سوريا. ورأت أنه على الرغم من كل ما سبق فإن رغبة أوروبا في الإبقاء على ود تركيا وإبقائها في حلف شمال الأطلسي "الناتو" سيجعل الغرب يتغاضى عن الأفعال الاستفزازية التي تقوم بها الحكومة التركية.
وتابعت إن اعتقاد اردوغان الراسخ أن موقع تركيا الهام من الناحية الجيوسياسية سيسمح له بالتصرف كما يحلو له هو ما جعله يشتري نظاما دفاعيا جويا متطورا من روسيا. ولفتت الى أن منتقدي صفقة السلاح الروسي لتركيا يرون أن شراء أنقرة لأسلحة مصممة خصيصا لإسقاط طائرات الناتو يثير أسئلة عن مدى التزام تركيا بعضويتها للحلف.
ورأت أن هذا الرأي الأخير يمثل رأي واشنطن، حيث تهدد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإنهاء مشاركة تركيا في برنامج مقاتلات "إف 35" إذا اتمت صفقة الأسلحة مع روسيا. واشارت الى إن أيام رغبة تركيا في توثيق علاقتها بالغرب عن طريق الانضمام للاتحاد الأوروبي انقضت، بل أنها أصبحت توثق صلاتها بأفراد وجماعات تسعى لإيذاء أوروبا.